موجز

عزت صافي

في فلاء سهل البقاع اللبناني، أمام خيمة مشرعة الاطراف على اتجاهات الريح، جلست سيدة جميلة، أنيقة، ودمثة، وحوله ثمانية أطفال دون السابعة، وقبالتها أم بين يديها رضيعها.

بسطت السيدة الرقيقة ذراعيها باتجاه الطفل الرضيع وتطلعت الى الام بحيرة وألم، وقالت لها كلاماً غير مسموع. لكن عيني السيدة كانتا تطرحان سؤالاً: ماذا نستطيع ان نفعل لكم؟

لم تكن السيدة إلا زوجة رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون، وقد جاءت في مهمة انسانية لتفقد أحوال النازحين السوريين في لبنان.

ترى، ماذا أجابت الام السورية؟. ماذا طلبت؟.

بالتأكيد لم يكن الجواب أكثر من: نريد ان نعود الى بلادنا آمنين بحرية وكرامة.

لكن في تلك اللحظات كان العشرات من الاطفال السوريين يسقطون تحت ركام منازلهم فيما يفر الاحياء الى حيث تتيسر بهم السبل، ويعلن الحلف الاطلسي والمجلس الوزاري الاوروبي التمسك بمبدأ إيجاد حل سلمي للازمة السورية.

فهل تستيطع السيدة سامنتا كاميرون زوجة رئيس الوزراء البريطاني ان تعود الى الام السورية في سهل البقاع اللبناني لتقنعها بأن الحل السياسي السلمي لازمة بلادها وشعبها ممكن؟..

لم تعد أزمة سورية قابلة لاي حل لا يأخذ في الحساب أن النظام لن يفلت البلاد بالحوار. أي حوار. مع أي كان.

ومع ذلك يبقى التدخل العسكري الاطلسي في سورية مرفوضاً، والرفض هو الصواب، لان التدخل من خارج العالم العربي يعني دمار سورية بالكامل.

اقرأ أيضاً بقلم عزت صافي

عالستين يا بطيخ!..

لماذا لا يتقدم مشروع مجلس الشيوخ؟

حرب اللبنانيين على أرض الآخرين

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز

موجز