وليد جنبلاط في موقفه الاسبوعي للأنباء: التهديدات السورية ضد لبنان مرفوضة

إيران تُغرق المقاومة في حرب مع الشعب السوري

مع الاضمحلال التدريجي لسياسة النأي بالنفس وإقتصارها على الشق النظري تقريباً، تتزايد المخاطر السياسيّة والأمنيّة على لبنان وترتفع وتيرة الأحداث المتلاحقة، ولو أن بعضها يتخّذ طابعاً فرديّاً إلا أنها تؤشر إلى المستوى المرتفع من الاحتقان في الشارع والذي تغذيه وتعززه المواقف التصعيديّة والانغماس اللبناني في ميدانيات الصراع السوري الذي يزداد ضراوةً وحماوةً.

فبإستثناء المواقف الفرنسية والبريطانية والتركية والسعودية ودول عربيّة أخرى التي تؤيد تسليح المعارضة السوريّة لاحداث تغيير جدي في الصراع القائم وإنقاذ الشعب السوري، لا يزال الموقف الدولي بصورةٍ عامة متخاذلاً إلى حدٍ بعيد في وقتٍ يصدر عن بعض وزراء الخارجيّة مواقف مستغربة وغير مفهومة وتتضمّن مقترحاتٍ فات عليها الزمن.

إن إصرار الجمهورية الاسلاميّة على تحويل بندقيّة المقاومة إلى غير وظيفتها الأساسيّة في الدفاع عن لبنان ومواجهة إسرائيل وإغراقها في حربٍ مع الشعب السوري في الوقت الذي تفتح فيه قنوات الحوار مع الغرب حول النووي ودورها الاقليمي، تقابلها سياسة التردد الأميركي في دعم المعارضة السوريّة وتسليحها بما تحتاجه للاسراع في رفع المعاناة عن الشعب السوري وإسقاط النظام الذي يروّع شعبه ويمارس أقسى أنواع القهر والتعذيب والتدمير والتهجير.

من هنا، ومع التهديدات المتصاعدة والمرفوضة التي يطلقها النظام السوري ضد لبنان، فالمطلوب أكثر من أي وقتٍ مضى التيقظ والتعقل للحؤول دون السقوط في الفخ الذي ينصبه النظام السوري الذي يريد تحويل الأنظار عما يرتكبه داخل سوريا من مجازر وقتل. لذلك، فإننا ندعو لاعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس لتلافي نقل مفاعيل الأزمة السورية إلى داخل لبنان والامتناع عن الغرق في القتال السوري الداخلي لأن ذلك سيؤجج الانقسامات العاموديّة وسيفاقم الخلافات على أكثر من صعيد.

على الرغم من كل المصاعب والعثرات والمشاكل، وعلى رغم دفع بعض الأطراف الاقليميّة الصراع السوري- السوري إلى حدوده القصوى، وعلى رغم تخاذل المجتمع الدولي ولمناسبة الذكرى الثانية لاندلاع الثورة السورية، سوف ينتصر الشعب السوري مع كل عذاباته وقهره وشلالات الدماء التي تسقط يومياً في كل أنحاء سوريا. وسينتقم لحنجرة ابراهيم قاشوش ولحمزة الخطيب وأطفال درعا ومئات الاطفال الآخرين الذين سقطوا ولعذابات الامهات، وسينتصر الحق والكرامة على حساب القهر والظلم والديكتاتورية وسيتذكر الذين ناصروه وسيحاسب الذين قهروه، فكفانا هذا الاستهتار الدولي الذي لا يعترف بحق الشعب السوري في الكرامة، فسياسة ذر الرماد في العيون لم تعد تجدي نفعاً. لقد خرج الشعب السوري من القمقم ولن يعود إليه مهما كان الثمن.