نشاطات ترفيهية للاطفال النازحين في قرى راشيا والبقاع الغربي

عارف مغامس

اكثر من اربعة الاف طفل من أبناء النازحين السوريين الى قضاءي راشيا والبقاع الغربي كانوا وسيستمرون على موعد مع الفرح بعد كوابيس الموت والحزن التي عاشوها تحت وطأة القصف والتدمير والتهجير الذي فرضه نظام بشار الاسد عليهم، قبل أن يحلوا جراحاتهم ومآسيهم الى لبنان حيث شكلت قرى راشيا والبقاع الغربي ملاذا شبه آمن لعشرات الآلاف منهم وسط تخوف كبير من تفاقم اوضاعهم المعيشية والصحية والنفسية.

فقد بادر نشطاء من جمعية الرؤيا للتنمية والتأهيل والرعاية برئاسة الدكتور ناصر أبو لطيف، وبدعم من جمعية المساعدات الشعبية النروجية ممثلة بمديرة البرامج في لبنان وفاء اليسير ومنظمة سوليدار السويسرية، الى إقامة سلسلة حفلات ترفيهية وغنائية ذات اهداف صحية وتربوية، وتوزيع هدايا للاطفال السوريين النازحين في عدد من قرى قضاءي راشيا والبقاع الغربي، لا سيما في القرى المكتظة بالنازحين من اطفال وطلاب مدارس وفتية.

واوضح ابو لطيف ان النشاطات الترفيهية للاطفال النازحين تهدف الى إزالة بعض الرواسب النفسية التي تراكمت نتيجة الأوضاع المأسوية التي عاشوها في قراهم السورية قبل النزوح بسبب الأعمال الوحشية والمعادية للانسانية وللطفولة التي ارتكبت بحق الأهالي لا سيما ان بين الاطفال من اصيب بجروح وعاهات جسدية اضافة الى اطفال اصحاب الاعاقة واطفال مصابين بانهيارات عصبية وأمراض مزمنة ويحتاجون الى علاج دائم، ومنهم من شاهد الجثث والدم المراق نتيجة قصف الطائرات وتدمير المنازل فوق رؤوس المواطنين، عل الموسيقى والغناء والمسرحيات تستطيع ان تزيل من مخيلتهم صور الدمار واصوات الطائرات ورائحة البارود بشيء من الفرح ،اضافة الى هدف صحي وتربوي لخلق بيئة نظيفة حولهم وتشجيعهم على التعلم مشدداعلى ضرورة ايلاء هذه الناحية الاهتمام الكافي ووضعها في اولويات الخدمات والمساعدات اتي تقدمها المنظمات العالمية والحكومية للنازحين، والتعاطي بجدية عبر تقديم المساعدات الضرورية لهم، خاصة مواد التنظيف لتامين الوسائل الصحية الملائمة لاقامتهم ومنامتهم داخل البيوت او المدارس او الخيم التي يقطنوها مع اهاليهم مشيرا الى وجود اعداد كبيرة من الاطفال الأيتام من الذين فقدوا اهلهم واقاربهم في الحرب الدائرة في سوريا
واشار ابو لطيف الى أن وزير الشؤون الاحتماعية وائل ابو فاعور يولي هذه الناحية اهتماما كبيرا حيث سبق ان اعلن عن تخصيصة مبلغ الخمسمائة الف دولار الذي تبرع به مجلس الشؤون الاجتماعية العرب لاقامة مدرسة خاصة للاطفال الايتام واصحاب الاعاقة ،لتقديم الرعاية الخاصة بهم ، اضافة الى تمنيه على المؤسسات الرعائية المتعاقدة مع الوزارة استقبال هذه الشريحة وتقديم المساعدات والاقامة لهم ، ونوه ابو لطيف بدور المدارس والمؤسسات التي استضافت هؤلاء الاطفال معربا عن شكره منظمة سوليدار والمساعدات الشعبية النروجية على دعمهم هذه الانشطة.

tawzee3 hadaya-rashaya

بدورها اثنت اليسير على هذه الانشطة والاعمال المهمة معربة عن استعدادها و دعمها المستمر لتطويرها وتوسيع دائرتها عبر تقديم المساعدات والحاجات الخاصة بهم مثل الحليب والحفاضات وغيرها من مواد التنظيف في وقت قريب، بالتعاون مع جمعية الرؤيا التي تبذل الجهد الكبير لادخال الفرح والسرور الى قلوب الأطفال، مؤكدة ان العمل المسرحي الترفيهي والهدايا ستشمل آلاف الاطفال في كثير من قرى المنطقة،إذ لفتت الى أن المساعدات التي قدمت للنازحين ل 1180 عائلة في البقاع الغربي وراشيا، من خلال تقديم الصوبيات والبطانيات والمازوت والموكيت وفرش الاسفنج ، خففت من حدة البؤس ورفعت بعض الحرمان.

وشددت اليسير على أهمية رعاية الطفولة المعذبة حيث بتنا نرى كل يوم مئات المشردين من الاطفال النازحين ونحن كجمعية نولي هذه الشريحة الاهتمام اللازم ونعمل على تحسين الشروط الاجتماعية والحياتية لهم من خلال برامجنا ونسعى لتأمين مستلزمات العيش الكريم واللائق بهم.

الطفل يعرب التدمري عبر بكلمات بسيطة خلال العرض المسرحي في بلدة الرفيد في قضاء راشياعن سعادته بالمسرحية التي علمته كيف يعتني باسنانه ونظافته وملابسه، متابطا هديته التي تتكون من ادوات تنظيف ومناشف وفرشاة اسنان ومعجون ولوازم فردية خاصة بالاطفال، فيما راق ليعقوب القاسم ان يلهو بجهاز خليوي “لعبة “اطمأن عبره على ابن خالته ورفيق طفولته”خالد” في درعا بمسرحية من خياله الحلم، الذي ختمه بضحكة لم يسمعها من هشم جسم شقيقه مؤيد ببضع شظايا وفق ما لفت اليه احد اقربائه الفتيان.