زيارة موسكو بين الحقيقة والخيال
د. وليد خطار
25 يناير 2013
من مفارقات القراءة السياسية عند اللبنانين خاصة والعرب عامة اننا لم تتعود على الصراحة عند سياسيينا، من هنا تأخذ مواقف وليد جنبلاط المختلفة حيزا واسعا من النقاشات لتميزها عن غيرها.
ان مواقف الطبقة السياسية تستند الى خلفية واحدة وهي عدم وجود الصراحة والعفوية عند أكثريتها. انهم أي السياسيين يأخذون في الحسبان قيود كثيرة تمنعهم من التعاطي بالمواضيع المطروحة من باب الصراحة والتحرر من الضغوط الإقليمية او الداخلية او الشعبية ٠
من هنا كانت مواقف وليد جنبلاط صادقة وعفوية وشجاعة فمن موسكو وبعد مقابلته لوزير خارجيتها اعلن ان الموقف الروسي جيد ولكن كيف السبيل الى تطبيقه ؟ وهو بهذا السؤال يختصر حسنات الموقف الروسي مع التأكيد على صعوبة تطبيقه ٠
لم يمدحهم ولم يصفق لهم بل طالبهم بمساعدة النازحين السوريين والاشتراك بمؤتمر الكويت لدعمهم وبرأي انه مجرد مشاركتهم بهذه النشاطات هي بداية تحررهم من دعمهم للنظام الذي لا يعترف لا بالنازحين ولا بوجود ازمة ، كما أكد هواجسهم وخوفهم من التغيير خوفا على مصالحهم ، وقد طالب المعارضة السورية بتطمينهم منذ زيارته الماضية ، فالنظام السوري بالنسبة للروسي هو ضمان مصالحه في المياه الدافئة ليس الا، فاسماء الحكام لا تعنيه كذلك عدد الشهداء همه كأي دولة كبرى هو مصالحه وفقط مصالحه فالحقبة السوفياتية انقضت ولم يتبقى منها الا تاريخ نحن اليه في مساعدة الشعوب المستضعفة من كوبا الى فيتنام الى كل بقاع الارض حيث يوجد الظلم كنا نجد السوفيات يمدون العون الى الشعوب المقهورة للوقوف والتصدي لبشاعة السياسة الغربية في ظلم الشعوب