العلاقة بين الحريري وجعجع تتعافى… والتحالف على “القطعة”!

على خطى إعلان النوايا بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يسير منطق تطبيع العلاقة بين القوات وتيار المستقبل، يظهر ذلك من اللقاءات المتكررة بين الوزيرين ملحم رياشي وغطاس خوري، وبعد زيارة الأخير إلى معراب موفداً من الحريري، حطّ رياشي في بيت الوسط موفداً من جعجع، وبحسب ما تؤكد معلومات متابعة، فإن النقاش دخل في التفاصيل، وتتلخص وجهة نظر القوات بأنه طالما هناك إتفاق على الأمور السياسية الكبرى والخط الإستراتيجي فيجب أن يكون هناك توافق في الأمور التفصيلية والتكتيكية.

وتتحدث المصادر عن إيجابية في العلاقة وتقدّم بين الطرفين، لكن الأمور الجوهرية وحسم مسألة التحالفات الإنتخابية لا تزال مبكّر بالنسبة إليهما، خاصة أن المستقبل لا يزال على ضياعه، وما سيفعله أو سيقرره، لأن حساباته الحالية توجب إحتساب التحالفات وفق الأرقام التي ترجّح كفة مرشحيه، وهذا يعني أن أي تحالف سيتم بناؤه على القطعة. اتفق الطرفان على تكثيف اللقاءات في الأيام المقبلة، ولديهم عملياً مهلة أسبوعين لحسم خيارهما، وهذا ما سيعمل على بلورته ثنائي الرياشي خوري. ولكن بالنسبة إلى القوات فلا يمكن التحالف مع المستقبل على أساس سقف سياسي منخفض. ولا وفق التسوية المنسوجة التي أطاحت بكل ثوابت ورؤى قوى 14 آذار.

في المقابل، فإن المستقبل، مصرّ على إستمرار التسوية بسقفها التهدوي، وعدم الذهاب إلى التصعيد، مفضّلاً الإستناد إلى الخطاب التنموي لتحفيز الناس على تأييده في صناديق الإقتراع، بدلاً من الخطاب السياسي المرتفع الذي سيشنّج الاجواء السياسية والشعبية. فيما هناك من يشير إلى أن المطلوب من المستقبل أكبر من ذلك، وربما إستعادة خطاب مرحلة ما قبل العام 2009، وهذا ما يضع المستقبل بين نارين، يجد صعوبة في الإختيار بين إحداهما. لا سيما أن فريق رئيس الحكومة، يرفض الذهاب إلى أي نوع من الإشتباك مع رئيس الجمهورية، مهما كانت المساعي تهدف إلى تحسين وضع العلاقة مع القوات.
ربيع سرجون – الانباء