اقتراح باسيل يعمّق الخلاف أكثر مع عين التينة… وهذه خيارات بري

 

تزداد أزمة مرسوم منح الأقدمية لضباط العام 1994، اشتداداً وتوسّعاً. تشمل حالياً الصراع المستجد حول اقتراح الوزير جبران باسيل بتعديل مهل تسجيل المغتربين، الإقتراح الذي لاقى رفضا واسعا في مجلس الوزراء وارجئ البحث فيه الى يوم الاثنين. هذه الخطوة يعتبرها الرئيس نبيه برّي أنها تصعيد جديد من قبل التيار الوطني الحرّ يستهدفه، لا سيما أن بري كان يعارض أي تعديل لقانون الإنتخاب الجديد لأن ذلك سينعكس سلباً على مسار الإنتخابات، وسيفتح الباب أمام المزيد من الطروحات التعديلية، وهذا ما سيهدد الإستحقاق الإنتخابي وإجرائه في موعد، وتضامنا معه كسر وزير التربية مروان حمادة مقاطعته للجلسة وحضرها لبعض الوقت قبل ان يغادرها مجددا.

ثمة من يتساءل حول سبب موافقة الرئيس سعد الحريري على إدراج هذا البند على جدول أعمال الحكومة، فيما يعارض برّي ذلك، ويعتبرون أن هذا سيعمّق الأزمة بين برّي والحريري، إذ يصرّ الأول على عدم إعادة التواصل مع الثاني قبل الرجوع إليه بجواب شاف من بعبدا، على المبادرة التي تقدّم بها وتنص على دمج المراسيم. وكما يلوم برّي الحريري على توقيعه للمرسوم بعد أن وعده بعد التوقيع عليه بلا موافقته، يلومه حالياً على إدراج بند التعديل على جدول أعمال الحكومة، ما سيعقّد الأزمة أكثر، وسيضعها في مكان للمبازرة السياسية.

وتقول مصادر إنه إذا ما أقر هذا التعديل في مجلس الوزراء، فهو سيحتاج إلى الإقرار في مجلس النواب، وهذا يعني أنه سيكون هناك حاجة لتوقيع مرسوم فتح دورة إستثنائية من قبل رئيس الجمهورية، وإذا ما وقع رئيس الجمهورية هذا المرسوم، ستكون الكرة في ملعب برّي، الذي لن يدعو لجلسة، ما لم يتم التوافق على أزمة المرسوم، وتوقيع وزير المالية عليه.

ويطرح كثيرون تساؤلات بشأن خلفية باسيل من اختيار توقيت تقديم هذا الاقتراح، لا سيما أن المهلة انتهت قبل نحو شهرين، والتوقيت حرج حالياً لناحية المهل، خصوصاً أن مجلس النواب خارج دورته العادية. وتجيب مصادر أخرى عن هذا التساؤل، بأنه في تلك الفترة كان البلد مشغولاً باستقالة الحريري والتراجع عنها، ولم يكن متاحاً الحديث في هذا الامر. أما اليوم، فالأمور سلكت، ويجب حفظ حقوق المغتربين. هذا الرأي وافق عليه الحريري أيضاً، الذي يعتبر أنه من حق المغتربين المشاركة، وإقرار هذا التعديل يصب في مصلحة الجميع، وليس في مصلحة طرف على حساب آخر.

ربيع سرجون – الانباء