أداء جنبلاط لا ينتظر شهادة DNA… ولا الاشتراكية!

صحيح أن الاطلالة على شاشة محسوبة سياسياً تتطلب من الاعلامي التطرف والاستقتال في سبيل المواقف التي تتبناها، ولكن هذا لا يعني ابداً أن يتحول إلى كاتب مسرحي ويختلق السيناريو الذي يراه مناسباً لهذه الغاية، فيما لا يحق له ان ينتقد الآخرين لمجرد إبدائهم رأيهم حيال قضايا المنطقة متناسياً يوم كان بالامس القريب يوزع نصائحه عبر الشاشات مؤكدا ما يجافي الواقع والحقائق حينها في عزّ أخطر ازمة سياسية واجهها لبنان أواخر العام الماضي وقد أثبتت الوقائع لاحقاً عدم صوابية معظم تلك الآراء!

أما بعد فليس لنا بجينات حضرة الزميل المعني إن كانت جيناته المهنية مطابقة أم غير مطابقة، فغالبا ما تفيد فحوص الـ DNA بمعرفة الاصل والفصل الامر الذي لا يعنينا هنا، على قدر ما يهم نقل الصورة الواضحة للرأي العام اللبناني والعربي بعيدا عن الاخراج السيء الذي يتقصد البعض تظهيره عبر الشاشات المنتمية ولغاية في نفس نديم.

فرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لم ينكر يوما بأنه رجل واقعي، فالسياسة ليست عالماً جامداً إنما كالبركان المتواصل من المتغيرات تقتضي مواكبتها وفق التطورات والاحداث، إلا أنه لم يضيّع البوصلة يوما في الموقف الاستراتيجي لا سيما فيما يتعلق بالقضايا العربية.

فجنبلاط وباستثناء الموقف الحاسم والنهائي ضد النظام السوري والى جانب الشعب السوري، لم يحد يوماً عن دعوته العالم العربي الى الحوار ولا سيما كل من الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية، ودعوته هذه لا تتناقض ابدا مع توصيفه للواقع وبأن لايران نفوذ في اليمن يشكل خطرا على السعودية، ولكن في نهاية المطاف ما هو المطلوب؟ هل المطلوب الإستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية؟

غريب أمر بعض المحظيين بشاشة تفتح لهم الهواء الفارغ ليملؤوه بما طاب لهم من حماقات، فهل العلاقة بين قطر وايران يقتضي نسف آخر معاقل الوحدة في الخليج في مجلس التعاون الخليجي والدفع اكثر بالدوحة للارتماء في حضن طهران؟

قطيش

طبعاً الحرب عبثية وسبق لوليد جنبلاط ان قالها اكثر من مرة بأنه ليس هناك حرب نظيفة وحرب قذرة فكل الحروب سوداء وكل الحروب عبثية، وكل صدام في الخليج هو عبثي.

أما ان يكون الحديث عن ثروة عربية سبق واستفاد منها كل العرب بمشاريع انمائية سخية قدمتها المملكة الى كل العالم العربي ومنها لبنان بانها ملك لكل الامة العربية مثاراً للسخرية، فهذا وإن دلّ على شيء فعلى سطحية في الرؤية، فشركة “ارامكو” هي شركة وطنية سعودية صحيح لكن خصخصتها تعني خصخصة الثروة التي تساهم في تقدم العرب وتطورهم، وهذا الهدف الوحيد من إثارة هذا الملف ومن باب الحرص قطعاً.

أما كل السخرية التي حاول حضرة الزميل ان يفجّر بها مواهبه فلا تستحق الرد، فلا الاشتراكية تنتظر شهادته ولا أداء جنبلاط السياسي، الذي يكفي انه يضع اصبعه على الجرح قارعاً ناقوس الخطر فيما مزاريب الهدر لا تزال على هديها، وهو يبقى صمام الأمان الذي تلجأ إليه مختلف القوى السياسية في لحظات الشدة، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا…؟

(الأنباء)