موفد سعودي في بيروت قريبا… فهل يزور الحريري الرياض؟

في بعض الكواليس السياسية كلام خفي، عن نية بعض الأفرقاء في تأجيل الإنتخابات. وهناك من يحاول إقناع حزب الله ورئيس الجمهورية بتأجيل الإستحقاق، ريثما يتم الإتفاق على التعديلات التي يحتاجها القانون، وريثما تتضح الصورة الإقليمية. ويعتبر هؤلاء أن حزب الله حالياً قادر على إتخاذ أي خيار أو قرار سياسي في لبنان، بدون أي معارضة جدية تذكر، وهو قادر على تمرير أي قرار يريده، بدون وجود أي مانع. وطالما هذه التسوية مستمرة، وبقاء ربط النزاع بين المستقبل والحزب، فإن الحزب ليس بحاجة إلى اكتساح البرلمان، لانه حالياً قادر على تمرير ما يريدـ أما إذا ما حصلت الإنتخابات، وحقق حزب الله النتائج المتوقعة، والتي قد تصل إلى حوالى 75 نائباً أو أكثر مع حلفائه، فهذا يعني ان لبنان سيكون أمام مأزق مع المجتمع الدولي، لا سيما في ظل الضغط الأميركي والخليجي على حزب الله ومن خلفه إيران، وحينها قد يعتبر البعض أن هذا المجلس هو ممثل لحزب الله، ولبنان كله أصبح خاضعاً لسيطرة الحزب، وهذا سيؤدي إلى تداعيات متعددة على صعيد لبنان وعلاقاته بالخارج، خاصة أن بعض الدول تصنّف الحزب إرهابياً، وبالتالي فلن يكون هناك إعتراف دولي بالمساعدات التي سيحصل عليها لبنان.

وفي موازاة هذا النقاش، والنقاشات الأخرى التي تتعلق بالتحالفات وكيف سترسو، والتي ستظهر تباعاً الشهر المقبل، فلا تزال وجهة هذه التحالفات تنظر حسم تيار المستقبل لخياره الانتخابي وللاصطفاف الذي سيتخذه، وفي هذا الإطار تكشف معلومات متابعة إلى أن ذلك سيتعلق بالتوجهات السعودية، أو بوصول موفد سعودي إلى لبنان لبحث الإستحقاق، وكيفية نسج التحالفات، مع تشديد سعودي على وجوب إعادة إحياء تحالف قوى الرابع عشر من آذار، وهذا سيكون مرتبطاً أيضاً بتوفير الدعم المالي للحريري، وبدفع كامل مستحقاته من السعودية لأجل تعزيز وضعه سياسياً وإنتخابياً. ولكن هذا المال، ثمة من يشير إلى أن الحصول عليه سيكون مرتبطاً بالتحالف المستقبلي مع الحلفاء السابقين والإبتعاد عن التحالف مع التيار الوطني الحرّ.

وتتحدث المصادر، عن أن لقاء الموفد السعودي بالحريري، سيشكل محطّة تمهيدية لإجراء الحريري زيارة رسمية إلى الرياض، يتم استقباله فيها، بشكل لافت وباهتمام كبير، لتبديد كل التباسات المرحلة الماضية، ولكن ذلك سيحصل بعد التوافق على بعض التفاصيل، من بينها تحالفات المستقبل. وبحال حصل ذلك، فهذا يعني أن الحريري سيعود بخطاب جديد يختلف عن الخطاب السابق، أو على الأقل سيكون هناك شروط جديدة في ما يتعلق بالإستحقاق الإنتخابي، أما بحال لم يحصل الإتفاق، وأصر الحريري على التحالف مع التيار الوطني الحرّ، فتشير المعلومات إلى أن السعودية ستعمل على دعم القوات اللبنانية والكتائب، ومستقلي 14 آذار، بالإضافة إلى السنّة الرافضين للتسوية، لأجل خوض الإستحقاق، وتحقيق نتائج مرضية بوجه خيار الحريري.

ربيع سرجون – “الانبـاء”