إتحاد بلديات “السويجاني” يجترح الحلول لملف النفايات دون إبطاء

قد يتساءل البعض عن الدوافع التي جعلت رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ينصح المعنيين بملف النفايات بالإقتداء بإتحاد بلديات الشوف – السويجاني، بعد أن وجهت اليه الزميلة بولا يعقوبيان في حوارها معه سؤالاً عن الأسباب التي أدت الى تفاقم أزمة النفايات وعدم المساعدة على حلها، واعتبار ما تقوم به الحكومة ترقيع بترقيع.

“الأنبـــاء” زارت رئيس الإتحاد المهندس يحي أبو كروم للاطلاع منه على تفاصيل العمل في معمل الفرز الذي يتولى الإتحاد الإشراف على تشغيله.

وقد شكر ابو كروم النائب جنبلاط على دعمه ورعايته لكل خطوة قام بها الإتحاد على هذا الصعيد و غيره. وشرح مراحل تشغيل المعمل، فقال: “مع بداية ازمة النفايات في 17 تموز من العام 2015 ونتيجة إقفال مطمر الناعمة أصدر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تعليماته لإتحاد بلديات الشوف – السويجاني بضرورة تشغيل معمل النفايات في منطقة الصليّب وكان المعمل يومها متوقفاً عن العمل، وعلى الفور باشر الإتحاد بتشغيل المعمل من خلال عقد مع شركة مشغلة وبقدرة استيعاب 26 طناً، ورغم الجهود الحثيثة التي بذلت لكي يستوعب مجمل النفايات التي يجري تجميعها من قرى الإتحاد بقيت مسألة استيعاب هذه الكميات محدودة”. ولقد تزامن إنتخابه رئيساً لإتحاد بلديات الشوف السويجاني في صيف العام 2016 مع أستفحال أزمة النفايات في المنطقة.

ابو كروم يحي

وأضاف ابو كروم: “كان معمل الفرز يعمل بوتيرة بطيئة جداً وغير مجدية والنفايات منتشرة في كل مكان عبر مكبات عشوائية. وكان لا بد من تطويره لنتمكن من استيعاب كل نفايات المنطقة بكافة الوسائل المتاحة، وعملاً بتوجيهات النائب جنبلاط ومتابعة شبه يومية من تيمور جنبلاط، قدمنا كل التسهيلات المطلوبة ووضعناها بتصرف الشركة المشغلة المدمجة (بريدي – أبو مصلح). لكن العمل في المعمل لم يتطور كما هو مطلوب، وهذا ما أدى الى تفاقم المشكلة بدلاً من حلها. وبتاريخ العاشر من أيلول من العام 2016 الموعد المحدد لتركيب المعدات الملحوظة بموجب دفتر الشروط الموقع من قبل الشركة المذكورة توقف المعمل عن الفرز بطريقة مفاجئة ومن دون سابق إنذار. هذا التوقف المفاجىء أربكنا كإتحاد في وقت كانت فيه النفايات تتكدس أمام البيوت والأبنية السكنية والمحال التجارية بطريقة عشوائية مضرة بالبيئة وبالسلامة العامة. وبعد مراجعة الشركة عن سبب التوقف لم تكن أجوبتها مقنعة، بل كانت على الأرجح محاولة منها للضغط على الإتحاد من أجل فسخ العقد لأسباب لا نعلمها، قد تكون مادية أو غير مادية ظناً منها أننا لا نستطيع التشغيل من دونها.

السويجاني1

وتابع: “أمام هذه الأزمة كان لا بد من إتخاذ خطوة جريئة وسريعة لحل المشكلة. فاستقدمنا على الفور مجموعة من العمال الذين كانوا يعملون في إحدى الورش التي أشرف على تنفيذها. وأخذنا بتدريبهم على العمل وعلى طريقة التشغيل وشرعنا بعملية الفرز بعد ان وفرنا لهم كل ما يحتاجونه من المعدات المطلوبة، وذلك بمؤازرة كافة بلديات الاتحاد و بالتعاون مع زارة التنمية الإدارية و مع وكالة التنمية البريطانية ومؤسسة (مرسي كور) التي قدمت لنا مجموعة من المعدات وهي عبارة عن (بك آب عدد ٢ – بوبكات – جرافة – مكبس للنفايات)” وحاليا تم توقيع عقد لتقديم معدات حديثة وخط فرز جديد أيضا، كما قام الاتحاد بتأهيل وتشجير طريق المعمل ومحيطه.

index

أضاف: “أما النائب جنبلاط فبالإضافة الى دعمه المعنوي والمادي المتواصل قدمّ لنا مولداً للكهرباء. ولم تقف المسألة عند هذا الحد، بل تعدتها الى تقديم “هنغار” كامل تفوق مساحته المبنى الموجود حاليا وذلك لتوسيع المعمل ورفع قدرة استيعابه الى أكثر من مئة طن في اليوم ليشمل كافة قرى الشوف كما يضع النائب جنبلاط امكانياته بتصرف الاتحاد لاستكمال هذا المشروع.

واكد ابو كروم ان الإتحاد وكما التزم منذ بداية التشغيل بتأمين المعدات المطلوبة، وتدريب فريق العمل، وكل المستلزمات لهم، يسعى لتأمين كل المعدات والآليات اللازمة لتطوير المعمل وجعله من أهم معامل فرز النفايات في لبنان.

السويجاني

واوضح ان المعمل يضم حالياً ما بين 25 و 30 عاملا ومراقب. وكمية النفايات التي يتم فرزها يومياً تتجاوز الـ 50 طنا وهي النفايات الناتجة عن قرى السويجاني ودير القمر وبيت الدين بكل مرافقها بما فيها موقع الجيش، على أمل رفع قدرة المعمل 100 طن/ يوم في الأشهر المقبلة عند استكمال أعمال التكبير وتركيب المعدات الحديثة المستقدمة (Bag Opener – Trumel Screen – Ballistic Separator-Compost Turner).

index2

أما عملية الفرز فتتم بشكل يومي وبدون إنقطاع، والمواد العضوية منها تتحول الى أسمدة عبر تسبيخها. كما يوجد أيضاً مكابس للكرتون والمواد القابلة للتدويرو ونتيجة لهذا الجهد استحقينا كإتحاد تنويه وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دي فريج ونحظى بدعم الوزارة حاليا.
وعن المعوقات التي تواجهه، لفت ابو كروم الى مشكلة العوادم التي لا زالت بحاجة الى حل ناجع كما و إهتمامه بمعالجة الروائح التي تنجم عن عملية الفرز من خلال انشاء فلاتر (BIOFILTER) لأن ما يهم الإتحاد هو المحافظة على البيئة عامة و في محيط المعمل خاصة. الجدير ذكره أنه بالتوازي مع عملية تطوير المعمل يقوم الاتحاد بدراسة تفصيلية لخطوة جديدة تتوج هذا الإنجاز بتحويل النفايات الى طاقة عبر المعالجة البيولوجية.

*صبحي الدبيسي – “الأنبــاء”