حمادة رعى مشروع حكايات لنساء من بلادي للتوعية على حقوق المرأة

رعى وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده حفل اختتام مشروع “حكايات لنساء من بلادي” الذي نظمته اللجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو والمرصد الوطني للمرأة في الزراعة والريف بالتعاون مع “أصدقاء الدمى”، وذلك في قاعة المحاضرات في وزارة التربية والتعليم العالي. وشاركت فيه مجموعة من تلامذة شبكة المدارس المنتسبة لليونيسكو، في حضور وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور، رئيسة المرصد الوطني للمرأة في الزراعة والريف الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، رئيسة الهيئة الوطنية للمرأة اللبنانية كلودين عون روكز، المدير العام للتربية فادي يرق، ممثلة المكتب الإقليمي لليونيسكو ميسون شهاب، ممثلة وزارة الشؤون الإجتماعية رنى أبو حمدان، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري والمستشار الإعلامي ألبير شمعون، وجمع من مديري وأساتذة وتلامذة المدارس المشاركة في المشروع.

بعد النشيد الوطني ألقت الأمينة العامة للجنة الوطنية لليونيسكو الدكتورة زهيدة درويش جبور كلمة قالت فيها: “إن غرس القيم وتغيير السلوكيات يبدأ منذ الطفولة ومن خلال التربية لأن المدرسة تسهم إلى حد كبير في تشكيل وعي الفرد لذاته ولمجتمعه.
من هنا بادرت اللجنة الوطنية لليونيسكو بالتعاون مع المنظمة ومرصد نوارة للمرأة في الزراعة والريف وجمعية أصدقاء الدمى، إلى إطلاق مشروع نساء من بلادي الذي تم تنفيذه في عشر مدارس من مختلف المناطق اللبنانية.

ولا يسعني في هذا المجال إلا أن أوجه تحية شكر إلى مديري المدارس المشاركة وإلى المنسقين والمعلمين الذين انخرطوا في هذا المشروع مع تلامذتهم، وكذلك إلى أصدقاء الدمى الذين تمكنوا من خلال فنهم من إيصال بعض الرسائل التي التقطها التلامذة وبنوا عليها وطوروها”.

وأضافت: “إذا التفتنا إلى واقعنا اللبناني، لوجدنا أن أوضاع المرأة تنضوي على العديد من المفارقات فهي ظاهريا متحررة، وعصرية، ومتعلمة وشريكة للرجل في سوق العمل، ومتقدمة على المرأة في مجمل البلدان العربية، إلا أننا لو دققنا النظر، لتبين لنا أننا مخطئون، وأن المرأة في بعض البلدان العربية متقدمة على المرأة اللبنانية، وذلك لاعتبارات عدة: فمشاركة المرأة في مواقع القرار ضعيفة نسبيا، كما أن تمثيل المرأة في المجلس النيابي وفي الحكومات المتعاقبة لا يزال خجولا لاعتبارات عدة بعضها يتعلق بالنظام الإنتخابي نفسه، وبعضها بالذهنيات. كذلك فإن بعض العادات والتقاليد وقوانين الأحوال الشخصية مجحفة في حق المرأة، والأمثلة على ذلك عديدة وكلنا يعرفها. لكن هناك إنجازات تحققت لا يمكن تجاهلها إذ ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في القضاء وفي السلك الدبلوماسي وفي الوظائف العليا. إلا أن المسيرة طويلة وتحتاج إلى غرس المزيد من القناعات والتصورات المتعلقة بحقوق المرأة في عقول الناشئة، وبدورها كشريكة للرجل في علاقة ندية وتكامل”.

وختمت: “مشروع نساء من بلادي” هو خطوة من الخطوات على طريق مزروع بالحواجز التي يمكن تخطيها بهدوء وبالمثابرة والالتزام”.

حمزة
وتحدثت حمزة فقالت: “الكتيب “حكايات لنساء من بلادي” الذي بين أيديكم اليوم هو الثالث في سلسلة قصص أصدرها المرصد بدأت بسلسلة “حكايات من ضيعتنا” في اطار حملة توعية نفذت بالتعاون مع وزارة التربية منذ العام 2012، حيث تم استهداف اكثر من أربعين مدرسة رسمية شاركوا في كتابة القصص وفي تمثيلها وانضم اليهم طلاب من رواد المكتبات العامة وساهموا في رسوماتها.
“حكايات لنساء من بلادي” لأن المشكلات متشابهة بين الريف والمدن. والكتيب الذي صدر هذا العام بالشراكة وبدعم من اللجنة الوطنية لليونيسكو هو نموذجي في أسلوب الصياغة، لناحية تعزيز لغة المساواة والابتعاد عن الصور النمطية التقليدية التي نجدها في المناهج او في الاعلانات، كتيب يكرس المساواة بين سطوره، ويبرز دور المرأة القوية، والتي تتحدى المصاعب وتواجه العنف بجميع أشكاله.
وكلنا أمل أن يتم تكريس هذا الأسلوب في الكتب المدرسية الأدبية منها والعلمية.
مضمنون الكتيب قصص من واقع الحياة في المدن والأرياف تواجه النساء والفتيات، مع كل ما تحمله من معوقات وانجازات اقتصادية واجتماعية، ساهم الطلاب بتطويرها كتابة ورسما، وتوجت في كل مرحلة بمباراة بين المدارس المشاركة.
وراء كل قصة وفكرة في هذا الكتيب هناك رسالة نريدها ان تصل. فالمواضيع اختيرت بناء على دراسات ميدانية ينفذها مرصد نوراةوهي المشاركة في الإنتخابات، الحق بالتعليم للفتاة، منع التزويج المبكر، قضية الميراث وحق النساء بملكية الأرض والتحكم بها والاستفادة منها، حرية الخيار والقرار”.

حمادة
وألقى راعي الاحتفال الوزير حمادة كلمة قال فيها: “تعيدنا هذه التظاهرة التربوية الأدبية الممسرحة إلى جذورنا الإجتماعية والتربوية الراسخة في نفوسنا، رسوخ العروة الوثقى التي تربط حياة أبناء قرانا الجميلة والأصيلة بالأرض والزرع والنحل والعائلة، وتضعنا في مواجهة حقيقية مع المعاناة التي عاشتها الأمهات والصبايا القاصرات نتيجة قساوة المجتمع والتمييز على أساس النوع الإجتماعي، ونتيجة التزويج المبكر وتحميل تلك السيدات الصغيرات مسؤوليات لا طاقة لهن على احتمالها”.

أضاف: “من الإنجاب إلى العمل المنزلي، إلى العمل في الحقول وتربية الدواجن والزراعة وقطف الثمار وتحمل الظروف والعادات والتقاليد الظالمة للنساء، والتي استدعت على مدى السنوات ولا تزال، نضالات مرة أدت إلى تكريس بعض الحقوق البديهية للمرأة ولحمايتها من التطرف العنيف ومن الإغتصاب والإهانة والتعذيب اليومي، ولا تزال هناك حقوق بديهية للمرأة ولكنها تحتاج إلى المزيد من سعة الصدر واتساع الأفق للإعتراف بها.
إنها مقاربة جميلة وبسيطة بساطة السهل الممتنع، وغنية بالرموز والتعابير، ومكتنزة بالدروس والعبر، وإنني أقدر عاليا الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية اللبنانية للأونيسكو بشخص الأمينة العامة الصديقة الدكتورة زهيدة درويش جبور وفريق عملها، كما أقدر المدارس المشاركة، رسمية كانت أم خاصة من مناطق لبنان كافة، وأهنئ التلامذة الفائزين وأساتذتهم وأهاليهم، وأحيي جميع المشاركين الذين بذلوا جهودا كبيرة لتحويل الحياة اللبنانية في القرى إلى نماذج معبرة وهادفة، تنطق من خلال مسرح الدمى وتدخل إلى العين والقلب والوجدان”.

وتابع: “التربية تراكم معرفي وتجارب حياة، وانعكاس لسلوكيات إجتماعية وإقتصادية، تلعب فيها المرأة على مر الزمان أبرز الأدوار، لكنها لا تقطف ثمار جهدها ومثابرتها وتكريس ذاتها لعائلتها ولمجتمعها.
وإن موضوع التعليم الإلزامي وكيفية تطبيقه أصبح أمام مجلس الوزراء، وأغتنم هذه الفرصة لتأكيد وجوب أن يجتمع مجلس الوزراء في جلسة استثنائية ليعالج مئات مشاريع المراسيم المحولة إليه من وزارة التربية منذ أكثر من سنة، والتي لها علاقة بتأمين مصالح المواطنين والإدارة، من هنا فإن دعوة رئيس الجمهورية لتخصيص جلسة للتربية هي دعوة تثلج قلبي بالدرجة الأولى وقلوب كل المعنيين بالتربية، فنحن في حاجة إلى إيجاد حل للمشكلة الناتجة عن تداعيات القانون 46 على قطاع التعليم الخاص، ومن جهة أخرى من أجل المضي قدما بإقرار المراسيم العالقة”.

وقال: “أود في هذه المناسبة أن أشكر القائمين على المرصد الوطني للمرأة في الزراعة والريف “نوراة”، الذي يهدف من خلالها المشاركة في هذه المسابقة إلى توعية التلامذة على الدور الإجتماعي والإقتصادي للمرأة، في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة لدورها التربوي ولإسهاماتها الإقتصادية في العمل داخل المنزل وفي الحقل وفي مختلف مجالات الإنتاج. لقد حققتم من خلال هذه المشاركة البحثية الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، ومن خلال كتابة نهايات القصص، نواة وأعمال أدبية نابعة من واقعنا على الرغم المرارات التي طبعت هذا التاريخ من حياة المرأة المناضلة، المؤمنة بدورها والساعية بلا هوادة إلى مساندة عائلتها في كل المجالات، ونجحتم مع الخبرات التي تقدمها “نوارة” في تحويل القصص إلى سيناريوهات تحمل الدمى رسائل تخترق الضمائر والقلوب وتستقر في الوجدان”.

وختم: “مبروك لجميع المشاركين والفائزين، وإلى المزيد من الأنشطة التربوية الثقافية الهادفة”.

الجوائز والشهادات
ثم سلم حمادة وأوغاسابيان والحضور الرسمي الجوائز والشهادات للتلامذة المشاركين في المشروع. ونالت الجائزة الأولى ثانوية الشهيد بلال فحص في النبطية، فيما نالت الجائزة الثانية كلية عمر بن الخطاب التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب مؤسسة الهادي للإعاقة البصرية.

وفي نهاية الحفل عقدت جلسة عمل تم خلالها عرض كيفية استخدام الكتيب الذي حمل إسم “حكايات لنساء من بلادي” وتولت كل من تمارا كلداني وفاديا التنير من أصدقاء الدمى العرض على المسرح والإجابة عن أسئلة الحضور.

(الوطنية)