المرشحون والتواصل الإجتماعي والخواء الفكري!

مع بدء ظهور الترشيحات للانتخابات النيابية يستوقف المتابع على وسائل التواصل صور المرشحين مع بيانات ترشيحهم، أو شعارات لجمعيات تطرح نفسها على انها الحل للتخلص من الطبقة السياسية الفاسدة.

بعض المرشحين يطلون على الناس من خواء، إذ لا تاريخ لهم، ولا فكر، ولا حتى أي حيثية تخولهم لعب دور سياسي، أو أن يكونوا بديلا لمشروع سياسي.

فقط محاولة الاستفادة من “سمعة الطبقة السياسية السيئة” للوصول الى موقع يحقق لهم طموحا إما سياسي وإما اجتماعي، وأغلب الظن طموحا بالوصول الى مركز يسمح لهم بتغطية فساد أكثر فسادا مما هو رائج في أيامنا هذه.

وبعض هؤلاء يطلّ على الناس بألوان جذابة وأشكال هندسية وبعبارات تشبه الاعلانات التجارية، بدل تقديم برامج سياسية – إقتصادية، تطرح حلولا لأزمات البلد، وتخال نفسك وانت تقرأ هذه الشعارات انك في جمهورية افلاطون. واذا عدنا قليلا الى الوراء، الى وقت بدء حملات هذا البعض على وسائل التواصل أو في الاحتفالات والمهرجانات الانتخابية لاستوقفتنا تلك الكلفة الباهظة التي تصرف على هذه الحملات، بما يطرح الف سؤال وسؤال.

أما بعض المرشحين المنفردين، فتضحكك صورهم وبياناتهم الانتخابية التي تنتشر على “الفايسبوك” قبل ان نراها لاحقا ملصقات وصورا عملاقة على جدران منازلهم، ونظرات العابرين كأنها تقول بسخرية: “لن ننساك”.

حبل الترشيحات على “الجرّار”، والمسلسل الكوميدي في أولى حلقاته، وسقا الله الايام التي كان فيها من يعرف قدره فيقف عنده.

(الأنباء)