عندما يقول وليد جنبلاط كلمته ويمشي!

لم يعتد وليد جنبلاط على كبت مكنوناته السياسية وآرائه في أي من المسائل. ينتقد حيث يجب ان ينتقد، و”سهامه” تصيب احيانا الحلفاء قبل الخصوم متى استدعى الأمر تصويبا لموقف، أو تحذيرا من آخر. وهو المعروف عنه أنه أكثر من يمارس النقد الذاتي ويعيد صياغة مواقفه متى استشعر خطأ في التكتيك السياسي.

ورغم ادراكه ان صراحته قد تعود عليه بالضرر أحيانا، الا انه لا يتردد في إبداء رأي أو إعلان موقف، منطلقاً من نقطة أساسية هي أن “صديقك من صدّقك”.

لم يعرف وليد جنبلاط طيلة حياته السياسية التملق و”تمسيح الجوخ”. يقول كلامه مهما كان قاسيا، وعلى طريقته وبظرفه المعهود يعلق على انتقاد الغير له، او على “زعل” يبديه احدهم من كلام يصدر عنه. لكنه لا يتراجع عن وجهة نظر أو عن رأي يرى أنه يتلاءم مع الواقع السياسي.

يقول كلمته ويمشي، وإن صمت ففي صمته موقف ايضا. بالأمس حذّر من العبثية، فقامت القيامة عليه. سارع الى تغريدة على تويتر يؤكد فيها احترامه لسياسة عدم الانحياز مع جميع الفرقاء، والتزامه بهذا النهج تفاديا لتفسيرات مغلوطة او تأويلات غير دقيقة قد تلحق ضررا بمبدأ النأي بالنفس”. ليرفقها بتغريدة أخرى عبّر فيها بظرف عن مرارة، إذ لم ير افضل من جزر الفصح (النائية) للاستفادة من كبار العلماء هناك والفلاسفة الضالعين في علم النأي بالنفس.

لم ينبّه وليد جنبلاط يوما من أمر إلا وحدث، الكل يتحدّث عن راداره واستشعاره الآتي، ومع ذلك لا يريدون الاستماع الى تحذيراته.

سامر ابو  المنى- “الأنباء”