الإمام شمس الدين… الوصايا الخالدة

“الوصايا”… كتيب نال انتشارا واسعا لا سيما بعد العام 2005 إبان انتفاضة الاستقلال، لما فيها من ذخر فكر حفظها الامام الراحل محمد مهدي شمس الدين في 30 كتاباً من مؤلفاته، الا ان “الوصايا” نقلت فكرة شمس الدين من اجل لبنان ومستقبله ولا سيما الشيعة في لبنان.
كانت دعوته الدائمة الى اعتبار لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، داعيا شيعة لبنان إلى عدم التمايز على مواطنيهم، وتأكيد انتمائهم إلى لبنان وولائهم له، محفزا دائما على التقريب بين السنة والشيعة والحوار الاسلامي – المسيحي.
ففي ذكرى غيابه السابعة عشرة نستحضر وصاياه أكثر من اي وقت مضى، ففي زمن الحروب والدمار ما احوج هذه الامة الى الحوار، وفي زمن التطرف والتشدد الديني يصبح الاعتدال عملة نادرة.

Mahatta00048
وهذه كانت ابرز مميزات شخصية الامام شمس الدين، الذي انطلق من النجف الاشرف في العراق حيث ولد وتلقى علومه الدينية والفقهية، ليدخل المساحة الأرحب في ظل تركيزه الدائم على الحوار والتلاقي والعيش المشترك، مشددة على عروبة الشيعة وانهم ليس لديهم مشروع خاص بهم.
لعب دورا رياديا في فترة دقيقة من تاريخ لبنان بشكل عام وفي الثورة الاجتماعية التي شهدها الشيعة في لبنان الى جانب الامام المغيب موسى الصدر، فعمل على خدمة قضايا الوطن وتحصينه من اخطار الداخل والخارج وخدمة قضايا الامتين العربية والإسلامية فتعاونا على نقل فكرة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى عالم الوجود وإنشاء مؤسساته فكان مستشفى الزهراء ومؤسسة البرج الشمالي ومدينة “الصدر” في البقاع وغيرها، كما دعم الامام الصدر في مشاريعه المؤسساتية الخاصة التي قام بها السيد مثل حركة المحرومين في لبنان وافواج المقاومة اللبنانية “امل”.

شمس-الدين-678x381
و بعد تغييب الامام الصدر استقلّ الإمام شمس الدين حيث قام بتأسيس الجامعة الإسلامية في لبنان، كما عمل على إقامة المؤسسات الثقافية والعلمية ذات الاختصاصات المتعددة كالمعهد الفني الإسلامي والحوزة العلمية “معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية” ومدرسة الضحى في بيروت ومبرة السيدة زينب في الجنوب ومجمع الغدير الثقافي في البقاع، وكل ذلك من خلال الجمعية الخيرية الثقافية التي كان يرأسها.
في كانون الاول 2001 وافته المنية إثر مرض عضال عن عمر 54 عاماً أمضاها في خدمة الناس والمجتمع والوطن.
“الانباء”