هل تضحيّ القيادة الإيرانية بروحاني؟

 

بدافع من الوعي الاقتصادي، انطلقت الاحتجاجات في ايران، لتتوسع الى انتقاد النظام.
من بضع مئات في مدينة مشهد قبل نحو أسبوع، الى الآلاف في جميع مدن البلاد. وصلت الاحتجاجات خلال أربعة أيام، إلى أبعاد لم يسبق لها مثيل منذ تحرك العام 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد.

تصدي السلطة للمحتجين بدأ بإعتقالات، ليتحوّل بعد يومين الى القتل، بإدعاء ان المحتجين “تُحركهم ايادٍ أجنبية”. ما يعني أن قراراً على أعلى المستويات قد إتخذ لقمع التحرك الإحتجاجي ذي الطابع الاقتصادي، لكنه بنظر القيادة الايرانية يهدد الثورة والنظام.

فمنذ اليوم الأول لمظاهرة مشهد، تجاوزت الشعارات المطالب الاقتصادية، لتستهدف الرئيس حسن روحاني نفسه والسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية. “ليس غزة، وليس لبنان، حياتي في إيران” هتافات رددها المتظاهرون إحتجاجا على الدعم المالي والعسكري لفصائل فلسطينية ولحزب الله وللنظام السوري.

فالأزمة الإقتصادية التي تعيشها إيران منذ سنوات بفعل الحصار الإقتصادي الدولي، وبفعل الأعباء التي يفرضها التدخل في سوريا وغيرها، وكذلك الميزانية الباهظة التي تصرف على بناء القدرات العسكرية، تركت آثاراً على معظم الفئات. لاسيما الشباب الذي يواجه بطالة غير مسبوقة.

لا يبدو أن الحكومة تميل في الوقت الراهن إلى استخدام القوة المفرطة، خشية إستغلال الخصوم المحليين أو الأعداء في الخارج. لكن صبر روحاني سينفد قريباً مع تصاعد الإحتجاجات، والقيادة الإيرانية المتمثلة بالمرشد الأعلى ستكون أمام خيارين: إما التشدد في قمع التحركات، أو التضحية بحكومة روحاني، أو حتى بروحاني نفسه، ومن ثم ادخال اصلاحات على بنية النظام الاقتصادي، إذ لن يكون سهلا على الثورة الإسلامية أن تواجه “القنبلة الشعبية” في ما لو أشاحت بنظرها عن عمق الأزمة ودفنت رأسها في الرمال. كما لن يكون سهلا عليها تحوّل الشعب الى عدو للثورة إذا استمرت في أن “تأكل نفسها”.