و تبقى فلسطين…القِبلة/ بقلم اجود خداج

 

ستبقى فلسطين قِبلة العرب والمسلمين مهما حاولت قوة الشر أن  تهمّش القضية الفلسطينية، من خلال الحروب العبثية التي أشعلتها بدول المنطقة وشلعتها طوائف ومذاهب ألحقت بها الخراب والدمار، عبر داعش و غيرها.

ومهما حاولت إسرائيل ومن ورائها أميركا أن تجعلا من القضية الفلسطينية قضية محورية، ها قد عادت فلسطين إلى الواجهة كقضية مركزية بالنسبة للعرب والمسلمين، وانقلب السحر على الساحر من جراء غباء السياسية الأميركية المتمثلة بالتاجر ترامب، مستغلا إنشغال العرب بحروبهم الداخلية، وانشغال العالم بأزماته الإقتصادية، ومحاربة الإرهاب، ناهيك عن الارتباك الذي خلقته كوريا الشمالية من خلال تجاربها البالستيه.

و رغم ذلك فإن الموقف العالمي بما فيه أوروبا استنكر ما أقدم عليه ترامب، وأدان هذه الخطوة المخالفة للقوانين والأعراف الدولية ومقررات الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان، حيث تعتبر هذه الخطوة بحكم الساقطة والغير نافذة بنظر الخبراء في القانون الدولي. لكن هناك حذر بأن مثل هذه الخطوة تهدف إلى حوار تتوق إليه بعض الدول العربية برئاسة أميركية بذريعة أن إسقاط مبادرة ترامب تستدعي فتح قنوات حوار مع إسرائيل تؤدي إلى إقامة معاهدات واتفاقيات تطبيع مع الكيان الصهيوني، وبهذه الطريقة يكون ترامب “ما طلع من الكرم بلا غلّة”.

وبهذه المناسبة نقول للذين يذرفون دموع التماسيح على فلسطين، لا خطاباتكم ولا تظاهراتكم ولا الاسترخاء في أحضان أميركا وإغداق الهدايا والصفقات معها يعيدون فلسطين.

إن ما يفرض حلا عادلا للقضية الفلسطينية ويجبر إسرائيل على التنازل للإرادة الدولية، واستعادة الحقوق الفلسطينية يكون عبر:

 

١- وقف المعاهدات مع الكيان الصهيوني ونقض كل بنودها.

٢- التلويح بسحب الودائع من الخزانة الأمريكية ومقاطعة منتوجات الدول الداعمة لإسرائيل.

٣- التلويح بقطع النفط عن أميركا والدول المساندة لإسرائيل.

4- التهديد بفتح الحدود من الناقورة حتى العريش أمام المقاومة الشعبية العربية، وهذا ما نادى به المعلم الشهيد كمال جنبلاط، لأنه من غير الممكن أن تمتلك اسرائيل العتاد الكافي، والأعداد الوافرة لتغطية هذه الجبهة الواسعة.

 

إن ما تخلّفت عنه الأنظمة العربية على امتداد أكثر من نصف قرن يحل بهذه الإجراءات، ونحن لسنا من دعاة رمي اليهود بالبحر، إنما نمارس كل هذه الضغوط لفرض الحل العادل، إما بدولة علمانية يتعايش فيها كل مكونات الدولة الفلسطينية تكون القدس عاصمة مفتوحة وموحدة، وإذا تعذر ذلك، تقسيم فلسطين إلى دولتين وتكون القدس الشرقية عاصمة للعرب والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع نشر قوات دولية بإشراف الأمم المتحدة.

ومن غير هذا سيبقى الصراع العربي الإسرائيلي على مدى الأجيال، ومهما حاولت الأنظمة العربية حماية أمن الدولة العبرية لا بدّ من ظهور صلاح الدين آخر وإن طال الزمن.