الراعي بعد لقائه الحريري: النأي بالنفس يقتضي استكماله بالاستراتيجية الدفاعية

استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وعرض معه آخر المستجدات والاوضاع المحلية والاقليمية.

الراعي
بعد الاجتماع، قال الراعي: “تشرفت اليوم بزيارة دولة الرئيس لاهنئه بسلامة العودة وعلى البيان الذي صدر عن الحكومة في القصر الجمهوري وعودته عن الاستقالة والانطلاقة الجديدة واجتماع مجموعة الدعم في باريس والاجتماعات التي ستحصل في المستقبل. لقد زرته لاهنئه على كل ذلك ولاقول له كم ان وجوده في لبنان على رأس الحكومة مهم ويعطي ثقة للبنانيين. كما عبرت له عن محبتنا وتأييدنا الدائمين له من اجل لبنان، وفي النتيجة جميعنا مسؤولون، كل من موقعه وليس فقط رئيسا الجمهورية والحكومة، بل كل الشعب اللبناني، وكل منا من حيث هو مسؤول في المساعدة على اعادة بناء مجتمعنا ووطننا. كما اننا على ابواب الاعياد والعام الجديد وأردت ان أقدم له التهاني”.

وردا على سؤال قال الراعي نحن بطبعنا نعيش على الرجاء الذي هو فضيلة مهمة، وانا شخصيا ارتكز كثيرا على الاحداث التي تحصل، اي ان الذي حصل هو قاعدة مهمة وصخرة مهمة يجب ان يبنى عليها. لذلك، فأنا شخصيا مطمئن بالنسبة لهذا الموضوع، وانا متفائل واعتقد انه بهذه النية الطيبة عند دولة الرئيس سعد الحريري وعند فخامة الرئيس وفي ظل التناغم في العمل، انا متفائل بأن الاحوال ستتحسن. وفي الواقع لقد عادت البسمة الى اللبنانيين ولو انه لا تزال لدينا مشاكل اقتصادية ومعيشية ولكن نشعر ان الناس مطمئنة ونحن كذلك”.

وعن بيان الحكومة حول النأي بالنفس اجاب، مسألة ان تكون الحكومة بكل مكوناتها قد اتخذت هذا القرار، فهذا امر يشكل خطوة كبيرة جدا الى الامام. يبقى انه امام مسؤولية الكلام ومسؤولية القرار، التزام الجميع وكل مكونات الحكومة بالنأي بالنفس”. لكن هنا اود ان الفت الى ان النأي بالنفس لا يمكن ان نأخذه كقطعة على حدة، النأي بالنفس يقتضي استكمالا وان شاء الله يستكمل كما نسمع، اي ان يتم استكماله بالاستراتيجية الدفاعية الوطنية المشتركة، وهذا امر يساعد. ولكن الاساس اذا لم يتوصل لبنان فعلا لان يتم الاعتراف به من قبل الامم المتحدة على ان يكون بلدا محايدا بالمفهوم الدولي للحياد، الذي يتضمن داخليا النأي بالنفس وعندها لا نعود نتكلم عن النأي بالنفس بل عن الحياد، بما يقتضي هذا الحياد من مفهوم دولي. وهذا ما يهمنا بأن يحصل للبنان وهذا هو دوره الحقيقي بمكوناته وخصوصيته، يجب ان يكون بلدا حياديا حتى يخدم الجميع. دور لبنان في العالم العربي هو الدور الحيادي الذي يخدم كل البلدان العربية، اي السلام والعدالة والحقوق دون ان يدخل بأي محاور اقليمية او دولية”.

وعن القمة الاسلامية المسيحية التي ستعقد في بكركي، أجاب الراعي : “كما تعلمون ستعقد غدا قمة اسلامية مسيحية في بكركي، واعتقد اننا سنتخذ موقفا من القضية الفلسطينية وقضية القدس”.