بعد قرار بوتين… هل يفعلها نصرالله؟

كان ملفتاً كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال التظاهرة التي دعا إليها نصرة للقدس، إذ في معرض تأكيده على مركزية القضية الفلسطينية، والإستعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي، مرر نصر الله جملة مفتاحية إذ قال: “حزب الله يكاد ينهي معاركه في الإقليم، ويلحق الهزيمة بكل الأدوات التكفيرية، وبالتالي فإنه سيعود ليعطي كل وقته للقدس وللقضية الفلسطينية.” في السياق السياسي الأكبر، يفهم من كلام نصر الله، ما كان قد قاله سابقاً، حيت اعتبر أن الحزب على وشك الإنسحاب من العراق، وحين مرراً أيضاً أن الحزب سينسحب من سوريا حين تنتهي الحرب ويبدأ الحل السياسي.

واللافت أكثر أن كلام نصر الله، جاء بعد ساعات على اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبعد دعوة بوتين إلى سحب العناصر الروسية من سوريا، وما يحمله ذلك من مؤشرات سياسية لافتة حول طي صفحة الحرب، والشروع في الحل السياسي. تنقسم التقديرات بشان الموقف الروسي الجديد، فهناك من يعتبر أن روسيا جدية في ذلك، وبوتين أعلن إنتهاء الحرب على الإرهاب والإنتصار فيها، وبالتالي فإن الدعوة تقتضي بسحب القوات الروسية المنتشرة على كل الجغرافيا السورية، مع الإحتفاظ بقاعدتي حميميم وطرطوس. فيما البعض الآخر اعتبر أن هذا الموقف الروسي هو مناورة جديدة، بعد موقفين سابقين أعلنهما بوتين، قبل عام حول نفس المضمون، وبالتالي فإن الموقف الجديد هو رسالة إلى القوات الأميركية بوجوب الإنسحاب من شرق سوريا.

ولكن في ضوء كل هذه التطورات الدولية، تفيد بعض المؤشرات إلى أن هناك توافق شبه مكتمل، بين روسيا، ايران، وتركيا لإيجاد حل سياسي لسوريا وتعزيز مناطق خفض التصعيد وتوسيعها، وتشير المعلومات إلى أن هذا الإتفاق الذي سيتعزز أكثر في مؤتمر جنيف، ومؤتمر سوتشي، وسيطال جوانب أخرى، لها علاقة بإنسحاب القوات الأجنبية من سوريا، بما فيها إيران وحلفائها وعلى رأسهم حزب الله.

وهنا لا بد من السؤال، إذا ما كانت جملة نصر الله حول التفرغ للقدس وفلسطين، هي تتمة لهذا الإتفاق الدولي؟ ثمة من يشير إلى أن حزب الله سيبدأ عملية إعادة تموضع في سوريا، تمهيداً للإنسحاب خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى لبنان، مع الإحتفاظ ببعض المواقع العسكرية على الحدود اللبنانية السورية، بالإضافة إلى الإحتفاظ بالقاعدة العسكرية في القصير.

ربيع سرجون – “الانباء”