عن ضخب ردود الأفعال العربية والإسلامية!

جليل الهاشم

لا يثير قرار ترامب بشأن مدينة القدس العحب بقدر ما تثيره ردود الفعل المسماة “عربية وإسلامية” على هذا القرار. ولإنعاش الذاكرة لا بد من التذكير بعدد من المحطات أبرزها:

1- في تشرين 1916، صدر وعد بلفور فقامت قيامة ردود الفعل ” العربية والإسلامية”.
2- في 1947 صدر قرار التقسيم ومرة أخرى قامة قيامة ردود الفعل “العربية والإٍسلامية”.
3- وفي عام 1948، أعلن الكيان الصهيوني الغاصب قيام دولة إسرائيل ومرة جديدة إندلعت ردود الفعل المسماة “عربية وإٍسلامية”.
4- في عام 1967، إحتلت العصابات الصهيونية سيناء وغزة والضفة الغربية والجولان واندلعت المعزوفة نفسها.

قبة-الصخرة-القدس

في كل تلك المحطات لم يخطط أحد من أصحاب ردود الفعل لسياسة واضحة في مواجهة الإحتلال وتوسعه ولا لمساعدة الشعب الفلسطيني على البقاء في أرضه وبناء سلطته ودولته المستقلة. بدت المسألة وكأنها مادة تجارية يستفاد منها في ترويج بضائع أخرى.

في عام 1995 وبعد إتفاقيات أوسلو الشهيرة، اتخذ الكونغرس الأميركي قراراً ملزماً يجعل من القدس عاصمة لإسرائيل ومقراً للسفارة الأميركية فيها وترك للرئيس الأميركي حرية اختيار الوقت المناسب لتنفيذ هذا القرار. فماذا جرى بعد تلك السنة؟ وكيف واجه الفلسطينيون وأصحاب ردود الفعل “العربية والإسلامية” القرار الأميركي؟

توقيع إتفاق أوسلو في البيت الأبيض

فلسطينياً، احتدمت الصراعات الداخلية وانشقت حركات عن الموقف الفلسطيني الرسمي الموحّد وصلت في وقت لاحق الى فصل غزة عن الضفة وتأسيس منطقة مستقلة فيها بقيادة حركة حماس وفي الوقت نفسه إحتدمت الحملات على زعيم الثورة الفلسطينية ياسر عرفات ليموت في شكلٍ مشبوه في مقرّه في رام الله. وليكون فاتحة إغتيال مجموعة من القادة العرب قضوا لاحقاً قتلاً واغتيالاً.

بعدها تُمزق العالم العربي والإسلامي نفسه ثورات وإضطرابات وإندفعت الميليشيات الإيرانية للقضاء على من أسمتهم بالتكفيريين وانشغل التكفيريون في المقابل بمشروع الخلافة وصار كل هؤلاء يعتبر على طريقته ان طريق القدس تمر تارةً بالموصل وطوراً بالقصير ومرّة ثالثة بـ “أبو كمال”.

من المسؤول اذاً عن جعل القدس عاصمةً لإسرائيل؟ الجواب يحتاج الى قليلٍ من الحياء من أبطال ردود الفعل “العربية والإسلامية” وبعض الجدية من الحريصين فعلياً على بقاء فلسطين كلها وليس القدس فقط بلداً لأهلها.

(الأنباء)