سلاح المبدعين بمواجهة العدوان
منير بركات
5 ديسمبر 2017
لقد انجبت القضية الفلسطينية ببعدها الإنساني والقومي، الادباء والشعراء والفنانين والموسيقيين والروائيين، وسيبقى في ذاكرتنا كل من الشعراء محمود درويش وسميح القاسم، وستبقى فيروز والرحابنة تطرب مسامعنا وتحفر الصوت والكلمة في اشجاننا في اغنية (راجعون) وأغنية “زهرة المدائن” وسيبقى الأديب غسان كنفاني بمقالاته الرائعة والمتنوعة والمبدعة في ضمائر شعوبنا.
فهؤلاء الذين أسسوا لرعيل صاعد متنافس سوف تنتجه “القدس”. والأهم من كل ذلك كيف ذابت في القضية الفلسطينية الانتماءات الطائفية حيث يصعب فيها التمييز بين المسيحي والمسلم، قائدا سياسيا كان ام عسكريا او من عمالقة الشعر والفن والكلمة، لقد تزوج الجميع فلسطين، وأصبحت موضع الاهتمام الاساسي في حياة الشعب الفلسطيني في الوقت الذي تتفجر فيه الصراعات المذهبية في العالم العربي.
لا شك بأن القضية الفلسطينية انتجت افواجاً من الفنانين والادباء في العالم العربي، وعلينا ان نتذكر جلال خوري الذي غادرنا منذ ايام معدودة الذي اخرج مسرحية “وايزمانو بن غوري، وشركاه” في أول السبعينات، ومسرحية اخرى ربط فيها العلاقة بين القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية ، في مسرحية” جحا في القرى الأمامية “. واندمج مارسيل خليفة وأحمد قعبور وغيرهما في الاغنية السياسية الملتزمة في شعر المقاومة، الفلسطيني واللبناني .
واليوم ابان النكبة الجديدة وقضية القدس على جميع المبدعين الانتاج الثوري الوطني القومي المقاوم وتجاوز هبوط الفن والكلمة، وتسطير الملاحم في الشعر والادب والاغنية والمسرح من أجل الوطن لبنان وفلسطين والأمة التي تترك لكم خزانا من مواد الابداع والمواجهة.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية