أبو كروم: انتفاضة الفلسطينيين هي التي ترسم مستقبل القدس

طرابلس – “الأنباء”

بمناسبة مئوية المعلم كمال جنبلاط أقامت وكالة داخلية الشمال في الحزب التقدمي الإشتراكي ندوة بعنوان “كمال جنبلاط والقضية الفلسطينية” حاضر فيها عضو مجلس القيادة الدكتور بهاء ابو كروم، بحضور نائب الرئيس الدكتور كمال معوض، واعضاء مجلس القيادة عفراء عيد، ريما صليبا وابو علي درويش، ووكيل الداخلية جوزيف قزي، وامين سر الوكالة الدكتور قصي الحسين، ومسؤولة منطقة الشمال في الاتحاد النسائي التقدمي انعام المحمود وجمع من الحزبين.

في البداية تحدث الدكتور قصي حسين عن المناسبة وأكد على الاستمرار في نهج المعلم الشهيد كمال جنبلاط والتمسك بالثوابت التي رسمها في الإصلاح والغاء الطائفية السياسية وحماية القضية الفلسطينية.

ثم تحدث ابو كروم كلامه مشيرا الى ان هذه الندوة تقام بمناسبة مئوية المعلم بالتزامن مع ما يجري في القدس حاليا، وقال “ان استحضار مواقف المعلم في هذه المرحلة تحمل معاني كبيرة وتشكل منطلقاً للتعاطي مع التطورات الجارية، ولطالما كان الموقف الثابت على الصعيد الوطني يتلازم مع منطلق جدلي على الصعيد الفكري يضمن التجدد الدائم والتفاعل المرن مع الوقائع السياسة. لذلك علينا دائماً استشراف المعاني من التراث الفكري للمعلم وأخذ العبر للتوصل الى خلاصات تمكننا من مواجهة المرحلة القادمة”.

ثم انتقل الى وضع فلسطين معتبراً ان الانتماء الى القضية الفلسطينية والتعاطي معها له أبعاد انسانية، قومية، عربية واخلاقية، وقد جاءت مرحلة تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي بعد عام من نكبة فلسطين ومعايشة العالم العربي كله لتأثير هذه النكبة، وقد انعكس ذلك على فكر الحزب الذي حوا رداً نظرياً على هذا التحدي، فكان للتركيز على فكرة العروبة وطابعها المنفتح والنظر الى القومية العربية والوحدة بين الشعوب ارتباطاً مباشراً بالقضية الفلسطينية، وكان التأكيد الدائم على البعد القومي للصراع العربي الاسرائيلي وعلى مركزية القضية الفلسطينية وذلك لعدم أخذها باتجاه الصراع الديني الذي ينمّي التطرف ويبعّد بين الأديان.

311fb615-6e0a-458a-b2fb-2d3ea52a6ac3

بعدها شرح ابو كروم مراحل اللجوء الفلسطيني إلى لبنان وكيف تعاطى النظام الطائفي في لبنان مع هذه المسألة من منطلق المخاوف الديمغرافية، وباعتبار أن هذا اللجوء يهدد الكيان اللبناني حتى وصل الأمر بعد حرب الـ67 إلى رهان بعض الأطراف على العمل لتصفية هذا الوجود والتآمر عليه وتجريد اللاجئين الفلسطينيين من حقوقهم  المدنية، فكان لا بد لنا من التصدي لهذا التآمر.

وقال: “في تلك الظروف إرتبط الحزب في بداية السبعينيات بهذا الخيار الاستراتيجي لحماية قضية الفلسطينيين كشعب يعاني من الاحتلال وقضية اللاجئين في لبنان وتأكيد حقهم بالعودة ومشروعية نضالهم التحرري، فكان توطيد مشروع التحالف بين القضية الفلسطينية والحركة الوطنية حيث لعب كمال جنبلاط فيها دور القائد التاريخي، وقد شكل هذا التحالف رافعة للشعوب العربية ونموذجاً يشخص بإتجاه التحرير والحرية والاستقلال والإصلاح والافكار السياسية المتطورة، وهذا ما أخاف بعض الأنظمة التي تواطأت على هذا التلاحم اللبناني – الفلسطيني وصولاً إلى توكيل نظام حافظ الأسد مهمة تصفيته. ولقد كان يجمع المعلم كمال جنبلاط والقائد ياسر عرفات بحثهم الدائم ونضالهم من أجل القرار الوطني المستقل إن كان على الصعيد اللبناني او الفلسطيني”.

اضاف ابو كروم: “اليوم تتعرض القضية الفلسطينية الى محاولة تصفية جدية، وكما وقفنا دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضالاته، نقف اليوم متشبثين بالثوابت والمرتكزات والحقوق المشروعة لهذا الشعب الذي يحق له النضال بكافة الوسائل لاستعادة حقوقه”.

تابع: “وكما تصدى أبناء القدس لمحاولة الإسرائيليين في فرض إجراءات على المسجد الأقصى منذ أشهر وفشل تحت وطأة الانتفاضة، كذلك سيسقط اعتراف الادارة الاميركية بالقدس عاصمة لاسرائيل تحت وطأة الانتفاضة الفلسطينية الجديدة والموقف الدولي الذي يرفض هذا الإجراء. وستتحول الهجمة التي ارادت من خلالها الادارة الاميركية عزل الفلسطينيين والضغط عليهم، ستتحول الى عزل للادارة الاميركية ذاتها واسرائيل باعتبارها تغتصب الحقوق الفلسطينية وتضرب بعرض الحائط كل محاولات حل الصراع العربي الاسرائيلي وفقاً للمرجعيات الدولية وللقرارات الصادرة عن الامم المتحدة، ومستقبل القدس ستحدده انتفاضة الشعب الفلسطيني الحقيقية في الداخل”.

وأكد أبو كروم على أهمية الرهان الدائم على حيوية الشعب الفلسطيني الذي يستطيع وحده مجابهة التحديات وابتداع اشكال جديدة للمواجهة، واعتماده على حقه المشروع في استعمال كل الوسائل المتاحة لتحرير أرضه واستعادة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

(الأنباء)