بعد إنسداد كل المنافذ السياسية في فلسطين: الحل من الداخل؟

“الحجر مطرحو قنطار”. قد يصحّ التشبيه على انتفاضة الحجارة بما يعني ذلك “الحل مِن جوّا”، كما يقول الأبنودي في قصيدته “القدس قدسي”. فـ”إنتفاضة الحجارة” الفلسطينية التي فشلت اسرائيل في مواجهتها قبل ثلاثين عاما، وأسست لقبول الكيان المحتل بالمفاوضات، التي انتجت ما يعرف بإتفاق اوسلو، هي حتما الأسلوب الأكثر جدوى في غياب اي امكانية لمواجهة اسرائيل ومعها الولايات المتحدة في ظل “إنهيار” المنظومة العربية أو ضعفها، والتي لم تعد تشكل أي حالة ضغط في المحافل الدولية.

وعلى طريقة “كل واحد يقلّع شوكه بإيدو” يُترك الشعب الفلسطيني وحيدا في مقاومته للاحتلال، وأيضا في معركة الحفاظ على القدس. وإذا كانت القدس مسؤولية العرب والمسلمين، فإن الفلسطينيين عموما والمقدسيين خصوصا وجدوا أنفسهم وحيدين في المواجهة، وهم اصلا فقدوا الثقة منذ زمن بأخوتهم العرب والمسلمين، وباتوا متيقنين بأنهم لن يلقوا غير بيانات الاستنكار والشجب من أمة غارقة في نزاعاتها وحروبها ومشاكلها.

إن معركة الدفاع عن القدس في ظل الواقع العربي والاسلامي، هي بالدرجة الأولى معركة وطنية فلسطينية، والرهان على الشعب الفلسطيني هو الرهان الأخير في أن يشكل حالة ضغط، وهو الوحيد القادر على منع سرقة المدينة وتاريخها والحفاظ على هويتها، وكذلك الحفاظ على الشرف العربي.

والأمل المعقود على الشعب الفلسطيني، هو رهان ايضا على تجاوز انقساماته وخلافاته والتوّحد حول الهدف الأنبل. وقد أثبت الماضي أن الحجر في يد طفل فلسطيني أقوى وأفعل من القرارات الدولية التي ما كانت يوما سوى مضيعة للوقت، وكذلك أفعل من كل مؤتمرات القمم، ومن كل الخطابات والصراخ، والتهديد من على المنابر.

 (الأنباء)