بعد قرار ترامب… تذكّروا كوفية المختارة يوم 19 آذار

ربما لم يكن مفهوماً لدى كثيرين يوم 19 آذار الكبير في المختارة، لماذا كل هذا التركيز على فلسطين وكوفية الثوار الفلسطينيين ونشيد الفدائيين الفلسطينيين، ولماذا في مناسبة سياسية وما تحمله من رمزية لاستمرار نهج سياسي لحزب وبيت سياسي عريق كآل جنبلاط ستكون الكوفية هي الحاضر الابرز والاقوى.
حينها كان وهج الشهيد كمال جنبلاط المبرر الأكبر فيما كان الحزب يحتفل بالذكرى الاربعين لاستشهاده، وكيف لا تكون فلسطين حاضرة في ذكرى القائد الذي استشهد من اجلها ودفع الثمن الاغلى دفاعا عن قضيتها وحق شعبها؟
إلا أن اليوم وبعد محاولة الاغتيال التي يحاول الرئيس الاميركي دونالد ترامب واسرائيل القيام بها بحق القضية الفلسطينية، وعلى غفلة من كل العالم المنشغل بمحاربة الارهاب والبحث عن مناطق نفوذ جديدة، فلا بد من العودة الى عقل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في الذكرى الاربعين لاستشهاد والده، لندرك فعلا ماذا كان يحاول ان يقول، ليس فقط لابناء حزبه انما للعالم العربي بأسره.
أراد ان يقول: لا تنسوا فلسطين وهو يدرك ان الكل قد نسي طريقها وأضاع بوصلتها، فاختار ان يقف بنفسه بين جمهوره وضيوفه في قصر المختارة لينشد بصوته “موطني”، علّ صوته يصل الى من صمّ أذانه طويلا وكانت النتيجة من خسارة الى خسارة في الارض والبشر والحقوق.
لم يكن وليد جنبلاط بحاجة الى كل ما حصل في 19 آذار ليقول لتيمور جنبلاط ان “عليك عبء كبير في السياسة عليك تحملها قريباً”، فكان يكفيه ان يعلن ليحصل ما يريد خصوصاً أن قرار خوض الانتخابات النيابية بالنسبة لتيمور بات امراً محسوماً وبالتالي ستقول الصناديق الوفية لنهج هذه الدار كلمتها، إلا أن وليد جنبلاط أراد ان يقول ما هو أبعد من ذلك، أراد ان يقول للعالم العربي أورثوا اجيالنا الجديدة القدس وفلسطين كي لا تضيع، واضعا على كتفي تيمور وكل رفاقه الذي قدموا الى المختارة يومها كوفية فلسطين.
فالمطلوب أكثر من موقف، المطلوب قول وفعل، المطلوب تعديل في الفكر والثقافة لتعود فلسطين الى جوهر إيماننا وقضايانا، المطلوب وقف النزيف العربي من اليمن الى سوريا وإعادة تصويب البوصلة والبندقية كما الجهد السياسي.
تذكّروا يوم الختارة الكبير واعتبروا… وعودوا الى كوفية فلسطين!
(الأنباء)