لبنان يتقدم المدافعين عن القدس… فالمطلوب أكثر من موقف!

هي ليست أيام عادية تعيشها بيروت، فلا يمكن لحدث يتعلق بالقضية الفلسطينية ألا يترك صداه في الساحات والشوارع والمقرات الرسمية.

فعندما كان يصمت الجميع عربياً ودولياً عن جرائم الإحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، لم تكن التظاهرات تخرج إلا في بيروت حيث للقدس قصة خاصة لا بل قصص يرويها الرصاص والحصار والعراء.

وفيما تزاحمت الرئاسات العربية على إصدار بيانات الاستنكار رفضاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وحدها بيروت كانت مختلفة.

فقبيل ساعات على إطلالة ترامب المشؤومة كان أحفاد شهيد فلسطين المعلم كمال جنبلاط يحتفلون بمئويته مجددين عهده بالدفاع عن القضية الفلسطينية، البوصلة الوحيدة في هذا الشرق والتي أضاعها كثر.

وفيما شهدت المخيمات الفلسطينية أوسع تحركات إحتجاجية، كانت الدولة اللبنانية وفي رسالة رمزية ومعنوية كبيرة، تتبنى قضية القدس مضيئة السراي الحكومي بصورة كبيرة للقدس ويظهر فيها المسجد الاقصى وكنيسة المهد.

وفي السياق، كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وضع خطة عمل لمواجهة قرار ترامب، رغم علمه المسبق بأنها غير قابلة للتنفيذ، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى المواجهة السياسية والديبلوماسية وقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل والعودة إلى المقاومة.

فمن بيروت يأتي دائماً الرد العاجل، والذي لا ينتظر الإجتماعات الطارئة التي تعقد بعد ثلاثة أيام وبعد مرور الزمن!

فبيروت ترد دائماً على طريقتها من أجل فلسطين، ولا تنتظر أبداً المكان والزمان المناسبين.

المحرر السياسي – “الأنباء”