على نهج المعلّم/ بقلم د. وئام أبو حمدان

“من تهرب من معركة الحياة كمن تهرب من معركة الحق”.

 قولٌ مأثور للمعلم الشهيد كمال جنبلاط لطالما ردّده وعمِل زهاء حياته بموجبه وهو إذ يحملُ في ثناياه خارطة طريق لمسيرةٍ من النضال حفلت بالمحطّات المشرقة التي تركت بصمتها في تاريخِ لبنان المعاصر، فهو يمثل نبراساً يهتدي به كلَّ ساعٍ للحق وكلّ طالبٍ للعدالة.

إن محورية الإنسان في فكر كمال جنبلاط شكلت اللبنة الأساس في انطلاقة مشروع التنمية والتأهيل لذوي الإحتياجات الخاصة، فالإنسان يعتبر عِمادَ هذا العالم فبصلاحه تعمرُ الأرض وتزدهر وباعوجاجه يسود الشر وينتشر.

هذا النهج الذي أرساه فكر المعلم الشهيد جعل لزاماً علينا التوجّه إلى استدراك الخلل الحاصل في رؤية الدولة تجاه أصحاب الحاجات الخاصة وقصور التقديمات الرسمية عن تلبية الاحتياجات المحقة لهؤلاء وإلى استشعار المسؤولية الاجتماعية الناشئة عن وجوب تأهيل وتنمية القدرات الذاتية للمعوقين توصلاً إلى تحقيق غاية منشودة تتمثل بخلق بيئةٍ حاضنةٍ آمنة لهم وتوفير الأساس النفسي والعلمي والتقني لدمجهم في الحياة العامة بما يمكنهم من الحصول على مستقبل آمن ومستقر.

إن مشاركة عائلات ذوي الاحتياجات الخاصة في تحمل تبعات الرعاية والعناية والتقويم والتأهيل لأبنائها بما تمثل من تحديات ليس أولها تمكين المستفيد من الرعاية من مواجهة صعوبات الحياة اليومية وصولاً إلى تعزيز قدراته على تخطيها فهي تشكل حافزاً لاستمرار البذل والعطاء في سبيل مجتمعٍ أفضل تسوده قيم التكافل والتعاضد الإجتماعي.

ونحنُ في المركز الوطني للتنمية والتأهيل، إذ حُظينا بفرصة المشاركة في زرع البسمةِ على شفاهٍ حُرمت منها لذنب لم تقترف نقول لكل من ابتلى بإعاقة جسدية أو نفسية مرددين قول المعلم الشهيد “أنت أنا يا أخي، أنت هذا الكون في حقيقته، أنت الانسان بل أنت وجه الرحمن”.

(الأنباء)