“نقشت”… متى ينتهي الفيلم الإباحي الطويل؟

تصدق جدّاتُنا عندما يقلن: “اللي استحوا ماتوا”. أحيانًا قد يتراءى لنا أنهنّ يبالغن ويعشن في زمنهنّ بيد أنّ “الفحش” الذي نشهده يوميًا على شاشاتنا بلا ضوابط أو معايير يعيدنا الى كلمتهنّ ويشرح لنا سرّ تحفظهنّ.

تجاوز برنامج “نقشت” (Take me out) كل التوقعات ليس فقط على مستوى “الرايتينغ” الذي حلّق في الموسم الأول بل أيضًا في كمّ الإسفاف الذي ما عادت تكفيه علامة “توتتتت” لإبعاده عن آذان المشاهدين الصغار والكبار في الموسم الثاني.

هكذا وببساطة ما عادت للتلفزيون الذي يدخل الى كل البيوتات حرمة أو معايير أخلاقية…

حتى اليوم وبعد مضي حلقاتٍ عدة من البرنامج الذي تعرضه المؤسسة اللبنانية للإرسال، لم يفهم أحدٌ الرسالة منه ولا حتى الفائدة التي يقدمها للمشاهد. وفي حال التسليم بأنه برنامج ترفيهي يزيل الهمّ عن القلب يبقى سؤال محير: ألا يمكن أن يكون مسليًا وترفيهيًا من دون كل هذه البذاءة الخداشة؟ أغلب الظن الجواب معروف بحيث يتراءى لكثيرين من المنتقدين أن مدماك نجاح البرنامج غير قائم على فكرته “المركبة” والمتفق عليها بل على المحادثات الجانبية السفيهة بين المقدم فؤاد يمين وبعض الفتيات من أصل ثلاثين فتاة يشاركن بحجة البحث عن “موعد غرامي”.

يتجاوز برنامج “نقشت” كل مفاهيم “التسليع” النسائي. وقد لا نغالي ولا نبدو رجعيين إن قلنا إن البرنامج يكاد يلامس مشهدية الفيلم الإباحي بالإيحاءات الصادرة عن فتيات وسيدات يبدو على ما علمت “الأنباء” أن المبلغ غير الصغير الذي يتقاضينه لقاء كل حلقة هو الدافع الأول وراء مشاركتهنّ “المشبوهة” خصوصًا أنهن جميعهن متعلمات ومثقفات ومعظمهن تشاهدهنّ عائلاتهنّ.

اليوم لا يختلف اثنان على كمّ الإسفاف و”الهرقة” الذي يقوم عليه البرنامج، تمامًا كما لا يختلف اثنان على بشاعة صورة المرأة اللبنانية التي يصدّرها الى الخارج. أما وأن يوضع كل كلام من قبيل كلامنا وكل امتعاض من قبيل امتعاضنا في خانة “التخلف والتحجر والرجعية” فخيرٌ لنا أن نحمل هذه التهمة على أن نسكت عن هذا الفيلم الإباحي الطويل!

رامي قطار- “الأنباء”