كمال جنبلاط وعتمة الشرق… جسر العبور إلى الغد الجديد!

لم يعد سهلاً أن تتحدث عن كمال جنبلاط، فبالآلاف هي المقالات والأبحاث والقصائد والكتب التي قيلت فيه.

إلا أن تطل مئوية كمال جنبلاط وفي هذا الزمن بالذات، فهذا يعني الكثير.

أن تطل مئوية كمال جنبلاط وسط كل هذه العتمة في الشرق الحزين الغارق في دمه، فهذا ناقوس إنذار لا بد أن يعيد تجديد الإنسان في العالم العربي، الإنسان كحقيقة أسمى للوجود من دون أن تحدها هوية أو إنتماء، الإنسان كغاية لوجود الحياة على الأرض وكعبرة لجلال خلق الله وجماله، فكم هذا الشرق بات بحاجة إلى تراتيل كمال جنبلاط الذي قال يوما: “آه لم كانوا يدرون ما هو فوق الطوائف”.

كمال جنبلاط أدرك مسبقا أن الأديان وممارستها بقشورها بعيداً عن جوهرها السامي ستكون خطراً على الإنسانية، محذراً منذ أواسط القرن الماضي من أزمة الكفر والتكفير، التي تجلت بأبشع صورها في السنوات الماضية، في ظل الجور والظلم الذي طال ملايين العرب باسم الدين.

كمال جنبلاط أدرك خطر الأنظمة الشاملة وتنبأ بسقوطها، وها هي مع إطلالة مئويته بعضها إندثر وبعضها على طريق الزوال، إلا أن حلمه الحقيقي لم يتحقق بعد، فالغد الأفضل لم يبدأ بعد والطريق شاقة وتحتاج إلى جسر للعبور.
جسر عبور فوق كل مستنقعات الفقر والجهل والامية والظلم.

فإذا كان من جديد لا بد من تسليط الضوء عليه في هذه المئوية فهو القاء كمال جنبلاط كحبل نجاة فالأمر بات يحتاج معجزة.

فالمطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى هو فكر كمال جنبلاط وليس كمال جنبلاط السياسي، فالشرق يحتاج إلى عقله ورؤيته ونظافة أفكاره ليشق بنوره كل هذه العتمة.

تطل المئوية الأولى ومعها يتجدد الأمل بأن الحق لا بد أن ينتصر والعدالة لا بد أن تحكم والإنسان لا بد أن ينبعث من جديد.

المحرر السياسي – “الأنباء”