كمال جنبلاط ذكراك أبدية.. ليست مئوية

داليا بو عماد

أنباء الشباب

ويأتي السادس من كانون الاول، فتهب كما كل عام العاطفة والحنين إلى زمانك المضيء الذي أشرق في عام 1917 ولم يتوقّف عند سنة 1977، بل نجده متفجّرًا كما الحياة، في كلّ يوم، وفي كلّ ساعة، وفي كلّ غدٍ آتٍ نحن له بالانتظار.

أيّها المعلِّم، لقد مارست السياسة، ولو كنت كمن يُغرِّد خارج سربه، واتُّصفت بالسياسي الديمقراطي الاجتماعي الاقتصادي، وكانت أدبيّاتك تتوِّج كلّ تحرّكاتك، فالحرية مقدّسة، والمعرفة هي المنهل والمعين الدائم، والترفّع عن صغائر الأمور هو رأس الحكمة وزاد النور والوعي.

نأتي اليك معلمي نغرف من نهر حكمتك معارفنا، نسترشد بوجهة رؤيتك لمسار الحقيقة، حيث يتضح بقولك أن “الغاية الوحيدة هي الإنسان. وكل ما عدا ذلك من أفكار ونظم ومؤسسات ومجتمعات إنما هي وسائل لا أكثر. وهذه الوسائل “تأخذ قيمتها وتستمد مبرر وجودها من واقع مدى خدمتها لتفتح الانسان بصورة متناسقة وشاملة”. فيما نعيش اليوم حروب الأديان بإسم الله، وفي سبيله، والتي تحصد آلاف البشر، كما نعيش في زمن الحضارة الصناعية التي تغرقنا بنفاياتها الصلبة، وأفكارها الاستهلاكية، وتفرض علينا عادات جسدية ونفسية، تبعدنا عن قوانين النمو الطبيعي السليم. نأتي إليك نستمد من ثورة الإنسان فينا علنا نفلح في تغيير مفاهيم تقاليدنا المتحجرة.

معلمي نحن كجيل وعي وكبر على افكارك ونهجك، نقرأ كتابتك وابداعاتك في كافة المجالات، نحزن لان كانت ولادتنا الجسدية الروحية بعد اغتيالك. فكم كنا نتمنى لو عشنا في زمنك الذهبي، لكن نحن نعاهدك اننا دائما باقون على خطاك وتوصياتك.. ففكرك الاشتراكي نمارسه في يوماتنا بالتعامل مع من حولنا مهما تعددت الانتماءات لانك قلت “اذ اردنا ان نكون إشتراكيين يجب ان يكون لدينا شخصيات اشتراكية”.

ذكراك في قلوبنا باقية… حتى لو بعد مئة عام أخرى ومع أجيال لاحقة سنبقى حتى نحقق مقولتك “نريد نخبة تستطيع ان تقول للأجيال الطالعة لقد قمت بواجبي”.

ستبقى فينا وتنتصر!

(أنباء الشباب، الأنباء)