بعدما كادت أن تطير… إتصالات الساعة الأخيرة تفرج عن الجلسة الحكومية

كادت التطورات الخارجية أن تؤدي إلى تأجيل جلسة الحكومة وإصدار البيان المرتقب، لكن إتصالات الساعات الأخيرة أفضت إلى التوافق على عقدها ظهر اليوم لأجل إصدار بيان النأي بالنفس.

وفيما تنفي مصادر متابعة أن يكون هناك خلافات أخرت إصدار البيان الذي سيصدر وسيتضمن النأي بالنفس، يقول متابعون إن البيان أصبح جاهزاً، وهو يحتاج إلى بعض التعديلات التفصيلية البسيطة، قبيل توجه الحريري إلى العاصمة الفرنسية، للمشاركة في المؤتمر الذي ستعقده مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان.

في المقابل، هناك معلومات أخرى تشير إلى أن آخر التطورات في اليمن، وما تشهده الساحة اليمنية من تصعيد، هي التي أدت إلى عدم وضوح في موعد عقد الجلسة، وربما إدخال تعديلات على البيان، إذ وصلت إشارات سلبية من الخارج، على أن البيان بالصيغة التي جرى التداول بها، ليس كافياً بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية، التي تطلب إعلان واضحاً بانسحاب حزب الله من اليمن. فيما هناك معلومات أخرى تفيد بأن الحريري، أراد إضافة بند جديد، له علاقة بإعادة البحث بالإستراتيجية الدفاعية، الأمر الذي رفضه حزب الله ورئيس الجمهورية، وبالتالي فإن هذا ما دفع إلى تأجيل عقد الجلسة والإفساح في المجال أمام المزيد من المشاورات.

من جهة أخرى، يطرح بعض المطلعين سؤالاً أساسياً، حول السبب وراء تقديم موعد مؤتمر مجموعة الدعم، وهناك من يشير إلى أن ثمة قطبة مخفية في هذا الإجتماع وما يمكن أن يصدر عنه من مواقف معنوية، أكثر من مسألة البحث في تقديم الدعم والمساعدات المالية والإقتصادية، وتقول مصادر متابعة، إن الخشية ستكون من فتح ملف سلاح حزب الله على مصراعيه، بالتزامن مع حجم الضغوط الدولية على الحزب وإيران، بدءاً من العقوبات الأميركية، إلى الموقف الأوروبي، وتحديداً الفرنسي، الذي يدعو إلى سحب سلاح حزب الله، بالإضافة إلى سحب سلاح كل الميليشيات المؤدية لإيران بما فيها الحشد الشعبي.

لذلك، فإن لبنان سيحاول إستباق أي طرح من هذا النوع، من خلال الإسراع في إنجاز البيان المنتظر، وعقد جلسة الحكومة، ليذهب الحريري إلى هناك متسلّحاً بهذا الموقف اللبناني الذي يركز على النأي بالنفس، ويكون لبنان قد التف على أي محاولة لاستغلال أي ثغرة.

ربيع سرجون – “الأنباء”