طُلب 30 أمين صندوق فتقدّم 2334… إنها كارثة البطالة

ارتفعت في السنوات الاخيرة نسبة إقبال الشباب اللبناني على امتحانات التوظيف التي يجريها مجلس الخدمة المدنية لصالح وزارات الدولة والمؤسسات العامة، ولهذا الامر عدة اعتبارات الا ان اهمها ما يمثله مجلس الخدمة المدنية من مرجعية وطنية وحيدة تشكل الكفاءة بوابة العبور الوحيدة الى الوظيفة في الملاك الرسمي بعيدا عن المحسوبيات والوساطات، رغم انه مؤخرا برزت مؤشرات سلبية من بعض القوى التي عطلت ولا تزال بعض الدورات بحجة التوازن الطائفي، رغم ان الناجحون في الامتحانات هم مستحقون والقانون يحفظ لهم حق التوظيف.
الا ان بعض الارقام التي ترصد على هامش هذه الامتحانات لا بد من التوقف عندها، فكان لافتا ان مجلس الخدمة فتح مباراة لتوظيف 30 امين صندوق لصالح وزارة الاتصالات، فكانت المفاجأة ان المتقدمين الى المباراة بلغوا 2334 مرشحاً.
فلا يمكن قراءة هذا الامر الا من باب الكارثة الوطنية الكبيرة التي يعيشها شباب لبنان في رحلة البحث عن وظيفة تضمن لهم الحياة الكريمة والشيخوخة المحترمة.
قد يخرج البعض ليقول لا بد وقف التوظيف في الدولة، وربما يكون على حق، ولكن قبل وقف التوظيف في الدولة والاجهزة الامنية التي لا تزال تشكل الحضن الآمن لفئات واسعة من المجتمع، لا بد من اقرار نظام ضريبي عادل واقرار نظام الشيخوخة والبطاقة الصحية، كي يتشجع حينها الشاب اللبناني على التضحية بسنوات شبابه في القطاع الخاص بلا خوف من سنوات التقاعد.
واما بغياب اي حلول جذرية لا بد من ابقاء الباب مفتوحا امام الشباب والعمل على ايجاد فرص عمل لهم والا لن يكون مصير الكثيرين منهم سوى الهجرة او اليأس والانحراف، وهنا لا بد من التذكير بدعوة الشهيد كمال جنبلاط الدائمة للشباب بضرورة الشعور بالفرح العميق المسيطر، ومن اجل هذه الغاية لا بد من اعطاء موضوع الوظيفة والحد من البطالة الاولوية.
“الانباء”