استراحةٌ في القصر… وخلية نحل في بيت الوسط وعين التينة وكليمنصو!

هي فترة استراحة لن تتجاوز الأيام الثلاثة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في إيطاليا ملبيا دعوة تلقاها من نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا الذي سيجري معه محادثات في قصر الرئاسة الايطالية، تتناول العلاقات اللبنانية – الايطالية وسبل تطويرها في المجالات كافة، كما سيتطرق البحث الى التطورات الاخيرة في لبنان والمنطقة.

في الانتظار، لن يقف رئيس الحكومة “المتريّث” سعد الحريري ولا رئيس مجلس النواب “الواعي” ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط مكتوفي الأيدي، حيث علمت “الأنباء” أن “بري والحريري يحضّران لما يشبه خلية النحل في الساعات القليلة المقبلة، فحوى العمل فيها بلورة مفهوم النأي بالنفس من خلال سياسة تدوير زوايا ترضي جميع الأطراف خصوصًا أنها ستكون خلاصة صريحة للقاءات التي سيشدها يت الوسط كما عين التينة”.

من جهته، ينشط جنبلاط على خط الرئاسات الثلاثة وكان لافتا زيارة النائب وائل ابو فاعور الى بيت الوسط موفدا من جنبلاط، بعد جرعة الدعم التي اعطاها الاخير الى الحريري بتغريداته الاخيرة، وحرصه على زيارة القصر الجمهوري شخصيا معلنا ضرورة التمييز بين النأي بالنفس والحياد وتحييد ملف سلاح حزب الله حاليا، الامر الذي من شأنه تسهيل المرحلة.

وفيما بدأت معالمُ الانفراجات تلوح في الأفق القريب على أن تتبلور تسوية جديدة الأسبوع المقبل بعد عودة الرئيس من إيطاليا، تشير مصادر مواكبة لـ”الأنباء” الى أنّ “كلّ كلامٍ أو تلميح الى تعديلاتٍ جوهرية إنما يصبان في خانة التكهنات المستحيلة، إذ إن أي تعديل مقترح تماهيًا مع سياسة النأي بالنفس التي تنقذ لبنان راهنًا وتحفظ ماء وجه رئيس الحكومة المحرج سعد الحريري، لن يشمل في طبيعة الحال الصيغة الحكومية بقدر ما سيكون أشبه بشكليات لفظية أو إعادة صوغ لبيان وزاري بطلته عبارة “النأي بالنفس” التي يحرص رئيس البلاد على تكريسها قولًا وفعلًا، مقابل حرصه على الحفاظ على العلاقات اللبنانية مع الدول العربية الشقيقة”. وهو الواقع الذي ينشده البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على السواء، والذي كان واضحًا في التعبير عنه من قصر بعبدا أمس، ركونًا الى خلاصة زيارته الأخيرة الى المملكة العربية السعودية.

إذًا، هي عودةٌ الى لعبة الشكليات اللفظية التي تعرقل في كل مرحلةٍ حساسة إنتاج بيانٍ وزاري أو في أحسن الأحوال تؤخّره، ولكنها على ما يبدو تجدي نفعًا وتفعل فعلتها على مستوى إنقاذ البلاد والعباد ولو بتعديل لفظي “نظري”!

رامي قطار- “الأنباء”