ما بعد التريث… إلى أين تتجه التطورات السياسية؟

صحيح أن قرار رئيس الحكومة سعد الحريري بالتريث في إستقالته عكس أجواءً إيجابية على البلد وأوحى بأن الأزمة إنتهت، إلا أن التمهل في قراءة المرحلة يوحي بأن هناك حلقة مفرغة لا تزال غير واضحة ما بين الموقفين الصارخين في تطرفهما، إعلان الاستقالة في الشكل والمضمون والتراجع عنها.

السؤال الأول الذي طرح نفسه بعد إعلان الحريري موقفه من القصر الجمهوري صبيحة الإستقلال، هو هل المملكة العربية السعودية على علم بهذا القرار؟

طريقة التعاطي السعودية مع الأمر رسمياً عكست لا مبالاة ولا تغريدات على حساب وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، فيما غاب الموقف السياسي عن حساب القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري واكتفى بتوجيه السلام لبيروت.

أما الإعلام السعودي فلم يفتح مساحات خاصة ومميزة ليوم بيروت الطويل وإكتفت الصحف السعودية بالتعاطي مع موقف الحريري كخبر عادي.

هذا من حيث الشكل، إلا أن المعلومات تفيد عكس ذلك، فموقف الحريري هو على تنسيق تام مع الرياض وهو جزء من تسوية خروج الحريري على طريق الرياض باريس القاهرة بيروت.

وأفادت معلومات أن قبول الرياض جاء على مضض وهي تنتظر ما ستؤول اليه حركة الحريري البيروتية الذي عاد إلى مزاولة نشاطه الرسمي كرئيس للحكومة وكيف سيكون الموقف الرسمي حيال النأي بالنفس وتكريسه فعلا لا قولا كما أعلن الحريري خلال مشاركته في المؤتمر المصرفي العربي.

فالازمة لم تنته بعد وكل ما يمكن أن يقال أنها في إستراحة.

المحرر السياسي- “الأنباء”