ماذا يريد بوتين من قمة سوتشي؟

الأنظار شاخصة الى “سوتشي” التي تستضيف قمة رئاسية ثلاثية تجمع رؤساء روسيا وايران وتركيا، ستكون مصيرية لمستقبل سوريا والمنطقة على حدّ تعبير الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

الاعلان عن القمة استدعى طرح تساؤلات حول العلاقة بين أجندتها ومسار مفاوضات جنيف، فسارعت تركيا الى الردّ عليها بأن الأجندة ستشمل مراجعة تنفيذ مناطق خفض التصعيد، وربما تمديدها أو توسيعها، كما أن الدول المجتمعة ستقوم بالمزيد من المفاوضات حول تنسيق جهودها العسكرية في مكافحة الإرهاب، فضلا عن طرح ومناقشة بعض قضايا الحل السياسي للأزمة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاحب المبادرة يحاول من هذه القمة كتابة الفصل الأخير في الأزمة السورية، وتحقيق أعلى المكاسب السياسية، كونه يعتبر انه صاحب الانتصار الأكبر عسكريا في سوريا، فإستبق محادثات جنيف بالدعوة الى هذا اللقاء لطرح مبادرة للتسوية، ستشكل على الأقل “ورقة” تتوافق عليها كل من موسكو وطهران وانقرة، إذا لم تلقى إجماعا دوليا وإقليميا.
بوتين أراد طمأنة الآخرين من نوايا اجتماع “سوتشي” فأجرى مكالمات هاتفية مع كل من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والمصري عبد الفتاح السيسي، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

قد يكون من المبكر الحديث عن اتفاق روسي – ايراني – تركي على شكل التسوية. فالخلافات ما زالت قائمة حول العديد من الملفات ومنها وضع إدلب، وإمكانية السماح لتركيا بالدخول إلى عفرين والحفاظ على الهدوء ووقف القصف على مناطق عدم الاشتباك وطريقة الانتقال للمسار السياسي وطبيعة مشاركة ممثلي الأكراد في الحل النهائي بما لا يغضب أنقرة، وغيرها من الملفات الشائكة. وكذلك البحث في تراجع الايرانيين عن منطقة الجولان كما طلبت تل ابيب من موسكو.
مهما يكن من أمور ستبحث في سوتشي، الا أن عين بوتين ستكون على موقعه في التسوية التي ستحدد موقع روسيا السياسي والاقتصادي في المنطقة. فالكرملين يرى أن العملية ضد الإرهاب في سوريا على وشك أن تنتهي، وآن الأوان لإطلاق عملية التسوية السياسية للأزمة، على أن تجري خلال كل مراحلها برعاية الأمم المتحدة، وبمشاركة القوى الإقليمية والدولية المنخرظة بشكل أو بآخر في الأزمة السورية، مع إشارته الى أن الفضل يعود للقوات الروسية في خلق ظروف للحل السياسي.

(الأنباء)