في العيد الـ 74… “الانبـاء” تنبش خزنة جبران

“لكم لبنانكم ولي لبناني

لكم لبنانكم ومعضلاته، ولي لبناني وجماله.

لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني

لكم لبنانكم فاقنعوا به، ولي لبناني وأنا لا أقنع بغير المجرد المطلق.

لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، أما لبناني فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء.

لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي، أما لبناني فأودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس وأغاني السواقي.

لبنانكم حكومات ذات رؤوس لا عداد لها، أما لبناني فجبل رهيب وديع جالس بين البحر والسهول جلوس شاعر بين الأبدية والأبدية.

لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين وقائد جيش. أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة السائرة على الدواليب.

لبنانكم مرافئ وبريد وتجارة، أما لبناني ففكرة بعيدة وعاطفة مشتعلة وكلمة علوية تهمسها الأرض في أذن الفضاء.

لبنانكم طوائف وأحزاب، أما لبناني فصبية يتسلقون الصخور ويركضون مع الجداول ويقذفون الأكر في الساحات.

لبنانكم خطب ومحاضرات ومناقشات، أما لبناني فتغريد الشحارير، وحفيف أغصان الحور والسنديان، ورجع صدى النايات في المغاور والكهوف”.

هذه بضعة كلمات من نص كبير كتبه جبران خليل جبران علّه يكون خير رسالة للبنانيين وسياسييه في ذكرى الاستقلال الـ 74، فيما لا تزال مصائبه نفسها لم تتغير كما امراضه المزمنة التي لا علاج لها، ولكن لبنان الحقيقي لا يزال موجود وبانتظار سواعد ابنائه لبنائه والنهوض به من بين ركام المصالح السياسية والفئوية التي تتحكم به وتحريره من القيود الخارجية ايا كانت.

ومن أسرة “الانبـاء” تمني لجميع اللبنانيين بأن تكون ذكرى الاستقلال مناسبة لاعادة القراءة والتفكير بقيمة هذا البلد ورسالته وقدسية الحفاظ عليه وعلى جوهره وروحه.

(الانباء)