كل الأطراف تعلن سحق “داعش” ما عدا النظام… فماذا وراء “إستدعاء” الأسد إلى روسيا؟

من المفارقات الغريبة في المشهد السوري أن يعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بشكل رسمي نهاية تنظيم “داعش” في سورية، فيما الإعلان يفترض أن يصدر عن رئيس النظام السوري بشار الاسد أو وزير دفاعه.

وهذا ما ينطبق أيضاً على العراق الذي يفترض برئيس وزرائه أن يكون أول المعلنين عن هزيمة التنظيم وإندحاره.

ومن المفارقات أيضاً أن قمّة “سوتشي” بين رؤساء روسيا وإيران وتركيا ستنعقد للبحث في الوضع السوري، بدون مشاركة رئيس النظام نفسه!

كما يضاف إلى هذه المفارقات أنها المرة الثانية التي “يُستدعى” فيها بشار الأسد إلى روسيا دون مراسم إستقبال تليق برئيس دولة كان لها وزنها فيما مضى. وغالباً ما يكون الإستدعاء مباغتاً وسريعاً وتتسرب عنه معلومات تؤكد أن الأسد يبلغ بالخطوات المقبلة دون أن يملك حق النقاش!

هذه المفارقات وإن كانت مضحكة في الشكل، إلا أنها تعكس حقيقة عدم وجود أي دور للأسد في كل ما يحدث على الساحة السورية وحولها، وهو يدّل على أن لا دور له كذلك في تحديد المستقبل السياسي لهذا البلد بعد الحرب، بغض النظر عمّا سيكون عليه موقعه في التركيبة السياسية السورية، والتي ستتحدد خارجياً ضمن تسوية كبرى يشارك فيها كبار اللاعبين الدوليين والإقليميين عندما يحين موعدها.

ولا شك أن موسكو تستخدم صورة الأسد كورقة على الطاولة، فهي أعلنت أن الرئيس فلاديمير بوتين، التقى بالأسد مساء الإثنين في سوتشي قبيل القمة، وقبل جولة جديدة من محادثات السلام السورية بجنيف، وأنهما بحثا المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية، وأن الزيارة تأتي لضمان موافقة الأسد على مبادرات سلام محتملة تم التوصل إليها بين روسيا وإيران وتركيا.

مهما قيل في طهران وموسكو عن أن الاسد ما زال في موقع القرار دحضه إعلان روحاني النصر على “داعش”.

سامر أبو المنى- “الأنباء”