آخ يا بلدنا

أنين جريح أدماه غلاء فاحش متصاعد يحرق راتبه، وانتظار حصوله على أبسط حقوقه الوطنية والإنسانية في بلد أصبح فيه الإنسان سلعة تباع وتشترى حسب أهواء وحسابات سياسية يجريها أرباب احتكار مقدرات الوطن وشبان وخريجين يبحثون بمرارة عن فرصة عمل تقيهم عوز الايام او فرصة للهجرة قد تطول بعيدا عن وطن عزّت فيه لقمة العيش.

أنين جريح أدمت قدماه شوارع لا شوارع وأثخنت جراحه أحراج تأكلها نيران مفتعلها لبيعها وقودا، ونفايات تغزو شوارعنا ولا نجد لها حلا، بنى تحتية حدّث ولا حرج مع اول زخة مطر تغرق شوارعنا وتسيل أنهار تعيق كل شيء على الطرق وتدخل المؤسسات والمحال والمنازل.

أنين جريح من كهرباء تتراقص أمام أعيننا بين بواخر مؤجرة او معامل تنتظر توقيع من يتقاسم مغانمها قبل المباشرة بها، غلاء عقارات يمنع المواطن من الحصول على سكن مع احتكارات تجارية وتشييد أبنية فاخرة وغياب تام لمساكن شعبية من حق المواطن على دولته ان يمتلكها كي يحيا بها وفي ربوع وطنه.

استشفاء ضائع بين احتكار استشفائي وتجارة ادوية وغياب تام لسياسة صحية تقي الإنسان الاذلال على أبواب المستشفيات في ظل غياب كل رقابة، أنين مواطن من انتظار ضمان الشيخوخة الذي يحمي إنسانيته في خريف عمره، وطن المياه والينابيع تذهب مياهه هدرا إلى البحر وتغيب عن من بحاجة لها للحياة، والا سياسة لحمايتها نرى ونسمع عن مشاريع ومشاريع وتبقى حبرا على ورق الهم كبير والجرح يدمي والمواطن ينتظر ويتولى غياب المسؤولين عن السمع الكل غائب وكل يصمد في عليائه.

أنين انسان من العدالة أيضا وايضا حدّث ولا حرج وأمن متفلت وسلاح يغدر أبرياء برصاص طائش يطلق في كل مناسبة، أنين مواطن من أراكيل تنتشر في كل زاوية وزاروب وشارع تلتقطها أيضا أيادي أطفال وقصّار وما يمكن أن تحتويه من أنواع المخدرات كي تقضي على مستقبل جيل صاعد وهذا ضمن مخطط وخفايا لتدمير الوطن.

آفات وآفات تنخر الوطن وتسحق بقايا الشعب، أجل نحن بقايا شعب وكل يغني على ليلاه والجرح الأكبر للمواطن الأزمات السياسية مع الخارج وما قد يترتب عليها للمغتربين من إنهاء لخدماتهم وكم من عائلة سوف تتشرذم من جراء ذلك وكم سيقضى على أملهم بعمل في الوطن وكم وكم وكم.

أبو عاصم