من يتذكر شهداء الإستقلال؟

في كل عام وعشية ذكرى الاستقلال تقام مراسم تكريم رجالات الاستقلال، إذ يقضي التقليد بأن يتوجه ممثلون عن رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة الى أضرحة هؤلاء ويضعون اكاليل الزهر بمراسم رسمية.

في كتاب التاريخ يدرس التلميذ أن أبطال الاستقلال هم القادة والوزراء الذين كان بعضهم في سجن قلعة راشيا وبعضهم الآخر في مقر الحكومة الموّقت الذي اتخذه الوزراء الأحرار في منزل آل الحلبي في بشامون.

لكن كتاب التاريخ يغفل كما العهود والحكومات المتتالية أن ثمة رجالا دفعوا دماً من أجل الاستقلال، وكانوا في مواجهة المستعمر ببنادقهم لحماية رجال الاستقلال والدفاع عن السيادة.

شهداء الاستقلال المنسيين في كتب التاريخ وفي الإحتفالات الرسمية، كسعيد فخر الدين وأديب البعيني وغيرهم كثر، وأربعة عشر تلميذاً لا يتجاوز اكبرهم الخامسة عشرة من عمره، قضوا دهساً بدبابة فرنسية في طرابلس. وكذلك شهداء صيدا الذين سقطوا من بين المتظاهرين برصاص القناصة، وبعض هؤلاء نساء وطالبات.

الاستقلال صنعه الشعب بتضحياته وصموده، وبإلتفافه حول قيادات البلد آنذاك، ومع ذلك يغفلون من كان له الفضل الأول في استقلال لم ينجز بعد.

(الأنباء)