لبنان ينغمس في أزمة الاقليم… وهذه تداعيات اجتماع القاهرة!

عملياً، فإن الأزمة اللبنانية قد دوّلت. صنفت الجامعة العربية حزب الله تنظيماً إرهابياً على الرغم من تحفظ لبنان والعراق، وهذا يشير إلى حجم المساعي التي بذلتها المملكة العربية السعودية للوصول إلى هذه النتيجة، وتعطي إشارة لما ستكون عليه الضغوط في المرحلة المقبلة، لأن القرار يعني إنتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى، حيث لم تعد الأزمة مرتبطة بتشكيل حكومة أو الإستمرار بحكومة تصريف الأعمال، إنما لبنان أصبح على حبال التطورات الإقليمية وما ستحمله من تصعيد بين السعودية وإيران.

ثمة من يعتبر أن الخلاف لم يعد سعودياً إيرانياً، لا بل بعد قرار الجامعة العربية أصبح صراعاً عربياً إيرانياً، وهذا ما سينذر بإجراءات متعددة ستطال لبنان.

لا ينحصر هذا القرار في دوائر الجامعة العربية، لا بل هو قد يمهد إلى تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، حول الإنتهاكات الإيرانية، وحزب الله، والأهم من ذلك، هو ما يحويه القرار، حول إتهام حزب الله بتزويد وتدريب مجموعات إرهابية أخرى، للقيام بعمليات أمنية في عدد من الدول العربية، وهذا ما قد يستخدم في تصنيف حزب الله إرهابياً لدى الإتحاد الأوروبي، من خلال الضغوط الديبلوماسية، لتصنيف الحزب بشقيه العسكري والسياسي بالإرهابي.

وفيما لم يشارك الوزير جبران باسيل في هذا الإجتماع، فقد تمثل لبنان بمندوبه الدائم لدى الجامعة العربية، الذي أكد على النأي بالنفس وإدانة أي تدخل في شؤون الدول العربية، لكنه طالب بعدم التدخل بشؤونه ورفض تصنيف حزب الله بالإرهابي، فيما تؤكد المصادر أن باسيل كان على تواصل دائم مع السفير أنطوان عزام، ومع عدد من وزراء الخارجية لأجل تخفيف حدة البيان الختامي تجاه لبنان، وتلفت المصادر إلى أن لبنان نجح في تخطي وصف الجمهورية اللبنانية بأنها توفر غطاء لحزب إرهابي، والإستعاضة عنها بتصنيف حزب الله فقط بأنه إرهابي.

ربيع سرجون – “الأنباء”