أبو الحسن من الغرب: خيارنا الدولة وأولويتنا الحفاظ على السلم الأهلي

ضمن إطار متابعة المسار التنظيمي الهادف إلى استنهاض الطاقات الحزبية في ظل الأوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان ومحيطه وجواره، انعقد في وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي لقاءً سياسيا – تنظيميا موسعا بحضور مفوض الشؤون الداخلية هادي أبو الحسن وحضور عضو مجلس القيادة ياسر ملاعب، وكيل داخلية الغرب بلال جابر، أعضاء الوكالة، مدراء الفروع ونوابهم وحشد من الكوادر الحزبية في منطقة الغرب والشحار.

  جابر

بداية، تحدث جابر  مرحبا بمفوض الداخلية والحضور، مشدداً على أن وكالة داخلية الغرب حاضرة وعلى أعلى استعداد لمواكبة تحديات المرحلة  عبر  الخطوات الهادفة إلى استنهاض الواقع الحزبي وتعزيز العمل التنظيمي في كافة القطاعات والمؤسسات الحزبية، مشيدا ًبدور النائب أكرم شهيب المواكب والداعم الدائم لوكالة الداخلية في كافة القضايا وعلى كل المستويات وذلك على قاعدة وضع الخدمات الاجتماعية والإنمائية والإنسانية، وأولويات مطالب  الناس وشؤونهم وشجونهم في منطقة الغرب  فوق كل الاعتبارات.

كما أشاد جابر “بالكوادر الحزبية الشابة التي تثبت بأنها على قدر تحمل المسؤولية، مع تأكيده على الدور الأساسي والمحوري للرعيل الحزبي الأول الذي نحترم تاريخهم المشرف ونضالاتهم وتضحياتهم، حيث نحرص دائما على التشاور معهم للأخذ بأرائهم ونصائحهم ولإشراكهم في كل القضايا وذلك للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم من أجل تحسين العمل والأداء الحزبي”.

IMG-20171119-WA0008

و أكد جابر “بأن وكالة داخلية الغرب على المستوى التنظيمي نجحت في استكمال الأوضاع التنظيمية، وأكد على أن وكالة داخلية الغرب قد  خطت خطوات متقدمة على صعيد الاستعدادات الجارية تحضيرا للاستحقاق الانتخابي في العام 2018 وهي مستمرة بتحضيراتها واستعداداتها لهذا الاستحقاق الوطني و الديمقراطي.

أبو الحسن

بعدها تحدث أبو الحسن ناقلاً تحية الرئيس وليد جنبلاط إلى كل المناضلين والرفاق والأصدقاء في منطقة الغرب، مذكراً بالتاريخ النضالي لهذه المنطقة وتضحياتها الكبيرة، موجها تحية إكبار إلى أرواح شهدائها الأبرار الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان الحرية والعروبة والتعدد والتنوع والعيش المشترك. وقال  كان من المفترض أن يكون العنوان الأساسي لهذا الاجتماع هو الاستحقاق الانتخابي، إلا أن الظروف الطارئة في البلاد منذ اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الحكومة تحتم علينا أن يكون الوضع السياسي بتحدياته المحلية والخارجية هو محور هذا اللقاء بالإضافة إلى الموضوع التنظيمي للحزب في منطقة الغرب.

وشدد أبو الحسن “بأننا نمر بمرحلة خطيرة ودقيقة تتطلب منا أعلى درجات الوعي، وضرورة استنهاض العمل الحزبي والتنظيمي الذي يتطلب العمل ضمن خطة جامعة للطاقات الحزبية وحاضنة لكل جماهير الحزب، لكي يكون الحزب كما كان دائما في كل المراحل الصعبة قادرا على متابعة دوره الطليعي على صعيد  كافة الأنشطة الحزبية والجماهيرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، منوها بالطاقات الشبابية الجديدة القادرة من خلال تعاونها وتكاملها مع الرعيل الأول على حمل مشعل وراية الحزب التقدمي الاشتراكي في منطقة الغرب  التي أثبتت في كل المراحل والظروف بأنها وفية لمبادئ فكر المعلم الشهيد كمال جنبلاط وملتزمة بقيادة ومواقف الرئيس وليد جنبلاط، الذي يثبت بأنه كان ولا يزال صمام أمان في حماية أمن واستقرار لبنان وسلمه ألأهلي وعيشه الوطني المشترك”.

وقال أبو الحسن: “إن البلد دخل في مرحلة عصيبة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة وهذه المرحلة ستحمل معها الكثير من التحديات للبنان خصوصا في ظل استعار الصراع الدولي والإقليمي في المنطقة، ونحن في ظل ما يجري نؤكد على ثوابتنا التاريخية في قراءة هذا المشهد انطلاقا من فهمنا للعنوان الأساس وهو أن محور الصراع في المنطقة  كان ولا يزال القضية الفلسطينية التي تحاول إسرائيل دائما انهائها في كل الوسائل،  وبالتالي ما يجري يصب أولا وأخيرا في مصلحة إسرائيل التي تعمل على إبقاء المنطقة في صراعات مفتوحة وحروب لا تنتهي بين دولها وشعوبها، والغاية من ذلك  هو  اضعاف دول المنطقة وشعوبها واستنزاف طاقاتهم وحرف الأنظار عن القضية المركزية أي فلسطين، كي يستمر الكيان الصهيوني في احتلاله وممارسة انتهاكاته وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني وكل المنطقة العربية، لذلك هناد ضرورة ان تعي دول المنطقة خطورة ما يجري وتلجئ للحوار لحل النزاعات ووضع حد لهذا النزف لأن الحروب لا تأتي الا بالخراب والدمار على دول المنطقة وشعوبها.

IMG-20171119-WA0010

وأوضح بأن الحزب التقدمي الاشتراكي ثابت على تمسكه بخيار الدولة، وأولويته كانت وستبقى لحماية السلم الأهلي في كل الظروف، وهذا الأمر يتطلب ضرورة ان ننأى بنفسنا عن الصراعات الإقليمية والاهتمام بمصلحتنا الوطنية التي تنعكس على مصالح الناس.

أضاف: “كما أن الحزب سيبقى ثابتا على تمسكه بالحوار الهادئ والعقلاني الذي يضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل الاعتبارات، فبالحوار وحده تكون التفاهمات التي تنتج التسويات المحلية التي تحصن لبنان وتحيده قدر الإمكان عن صراعات المنطقة التي لا قدرة للبنان بديونه و أوضاعه وظروفه المالية و الاقتصادية الصعبة على تحمل وزر عواقبها الوخيمة. لذلك نجدد القول بأن خيار الحزب التقدمي الاشتراكي كان وسيبقى في  الانحياز المطلق للسلم الأهلي والاستمرار في سياسة الوصل لا الفصل والانفتاح على الجميع، وتجديد عنوان أن لا عدو لنا في الداخل، وبأنه عبر الحوار يمكننا دائما أن ننظم خلافاتنا المرتبطة بالصراع الإقليمي، في سبيل  ترسيخ منطق حماية الدولة ومؤسساتها، وتعزيز قيّم ومبادئ الوحدة الوطنية والعيش الوطني المشترك التي بدورها تحفظ خصوصية لبنان في التعدد والتنوع، وتحصن ساحته في مواجهة كل التحديات والمخاطر المحدقة بسيادته وأمنه واستقراره”.

في الموضوع الإنتخابي، قال أبو الحسن “أن الحزب رغم الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد مستمر في تحضيراته للاستحقاق الانتخابي في العام 2018، وذلك انطلاقا من قناعته الراسخة بضرورة احترام المواعيد الدستورية والقانونية المرتبطة بإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها، وذلك أيضا حرصا على تجديد الحياة السياسية من خلال احترام الاستحقاقات الديمقراطية وآلياتها في نظامنا السياسي. مشددا على ضرورة التركيز في هذه المرحلة على مسألة التأكد من وجود الهويات عند مناصرين الحزب وجماهيره، وعلى موضوع عمل لجان القيد من خلال تصحيح الأخطاء التي يمكن أن تكون واردة على لوائح الشطب، هذا بالإضافة إلى  عمل بقية اللجان الانتخابية التي يجب أن تكون جميعها حاضرة وعلى أهبة الاستعداد لخوض الاستحقاق الانتخابي الذي نرفض تأجيله خلف أي سبب من الأسباب”.

وفي الوضع التنظيمي، قال أبو الحسن أن الوضع الجيد للحزب على الصعيد التنظيمي لا يعني ابداً بأنه يجب علينا أن نستريح بل على العكس أن الظروف الصعبة التي نعيشها في لبنان والمنطقة العربية تتطلب منا مضاعفة الجهود واستنهاض جميع الطاقات على صعيد كافة المؤسسات الحزبية كي يكون الحزب قادراً على مواجهة تحديات المرحلة، وأكثر دينامية وحيوية على صعيد الوقوف إلى جانب الناس لمساعدتهم وتقديم كل ما يحتاجون إليه اجتماعياً وانمائياً وتنموياً في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية البالغة الصعوبة التي يمر بها البلد، وفي ظل تراجع قدرة الدولة على القيام بكامل واجباتها تجاه الناس بسبب الأوضاع السياسية التي تنعكس دائما بعواقبها وتداعياتها السلبية على عمل وأداء الدولة ومؤسساتها.

وأضاف: “هناك حاجة دائمة لإجراء النقد الموضوعي للعمل الحزبي وتقييم كل مرحلة من المراحل لاستقاء العبر والتعلم من التجارب”، مشيراً الى ان “المتغيرات المفصلية الجارية على المستوى السياسي في لبنان والمنطقة تتطلب رؤية واضحة للعمل الحزبي ترتكز بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات وتجارب الرعيل الأول المخضرم، على استقطاب الطاقات الشابة في مختلف المجالات مع التأكيد وعلى تنمية قدرات الكوادر الحزبية لتكون قادرة على لعب دورها القيادي النخبوي الإيجابي في المجتمع وبين الناس”.

بعدها كان حواراً مسهباً حول كافة القضايا السياسية والحزبية والتنظيمية  بين أبو الحسن والحضور.

(الأنباء)