جولة “الانباء” الإخبارية المسائية: أبرز المواقف والتطورات ومقدمات نشرات الأخبار

في جولتها المسائية ليوم الاثنين 13 تشرين الثاني ٢٠١٧ رصدت جريدة “الأنباء” أبرز المواقف السياسية والتطورات واهمها التالي:

جنبلاط – الجماعة

إستقبل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو وفداً من الجماعة الإسلامية برئاسة الأمين العام عزام الأيوبي ومشاركة رئيس المكتب السياسي النائب السابق خالد هرموش والنائب الدكتور عماد الحوت وعضو المكتب السياسي عمر سراج.

وشارك إلى جانب جنبلاط نجله تيمور والنائبين غازي العريضي ووائل أبو فاعور وأمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر ومفوض الداخلية هادي أبو الحسن.

وتناول البحث آخر التطورات السياسية الراهنة.

وكان كتب جنبلاط عبر “تويتر”: “‏إلى جانب هذه الحالة الاستثنائية غير المسبوقة قد يكون من المفيد أن نتذكر بأن الدين العام يرتفع استثنائيا. لذا وجب الحيطة من كل الجوانب”.

WhatsApp Image 2017-11-13 at 6.52.12 PM

الراعي في السعودية

اكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أمام الجالية اللبنانية في السعودية على عمق العلاقات اللبنانية السعودية، مشددا على ان المملكة وقفت الى جانب لبنان في جميع الاوقات.

وكان وصل الراعي الى القاعدة الجوية في مطار الرياض بعد الظهر حيث كان في استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان.

wtj-ManP

الرئاسة الفرنسية

اعلنت الرئاسة الفرنسية ان “بوادر “انفراج” بشأن لبنان بعد اعلان الرئيس سعد الحريري عزمه العودة وقد نطرح مبادرات اخرى بالتعاون مع الامم المتحدة في حال لم تجد الأزمة الحالية مخرجا سريعا”.

الاتحاد الاوروبي

اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيرني ان الاتحاد الاوروبي يطالب بـ”الا يكون هناك اي تدخل خارجي” في لبنان بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ويرى من “الضروري تجنب استجلاب نزاعات اقليمية” الى هذا البلد.

وقالت موغيريني وهي تعلن انها ستلتقي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل صباح الثلاثاء في بروكسل، “لا نريد اي تدخل خارجي” في لبنان، مضيفة “نعتبر انه من الضروري تجنب استجلاب نزاعات اقليمية وتفاعلات اقليمية وتوترات اقليمية الى لبنان، ولا بد من ابقائها خارج هذا البلد”.

كتلة المستقبل

أعلنت كتلة المستقبل “تأييدها الكامل للمواقف التي يتخذها رئيس الحكومة سعد الحريري”، مثمنة “اطلالة الحريري لكونها إطلالة رجل دولة من قياس رجال الدولة الكبار”.

واشارت في بيان عقب اجتماعها الاسبوعي الى انها “تؤيد مواقف الحريري وتطالب بسياسة النأي بالنفس”، معربة عن “تأييدها الكامل للمواقف التي يتخذها الحريري، لاسيما لجهة الالتزام بالحوار الوطني لحل الخلافات الداخلية والأسباب التي دفعت بالبلاد الى الأزمة الراهنة”.

fLEKKTFz

الجميل

أمل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل عودة سريعة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان ليترجم قناعاته من الاراضي اللبنانية، سواء الخطوات الدستورية او السياسية، قائلا “نريد أن يتخذها من لبنان وليس من اي مكان آخر”.

وتعليقا على مقابلة الرئيس الحريري امس، لفت الجميل كلام الحريري عن المعلومات السرية التي لم يكشف عنها، مضيفا “بالنسبة الينا البداية هي ان نعرف هذه المعلومات ويكشف عنها للجميع لان لها علاقة بمستقبل جميع اللبنانيين”.

وتمنى الجميل “ان يكون كلام الحريري عن تسوية حلا بنيويا”، معربا عن استعدادهم ليكونوا ايجابين الى اقصى الحدود، قائلا “آن الوقت لنضع انفسنا فوق الخلافات وان نضع قطار لبنان على السكة”.

واعتبر الجميل في مؤتمر صحافي أن “التسوية القديمة سلمت البلد وقراره الى الآخرين لذلك وصلنا الى المأزق، ونحن بحاجة لتسوية جديدة، والمطلوب اليوم حل نهائي بنيوي للازمة السياسية ولطريقة ادارة البلد”، مشددا على ان الموضوع الاهم هو ان تكون الدولة اللبنانية على الحياد من دون اي تدخل لأي فريق لبناني في الخارج والعكس صحيح.

وعن سلاح حزب الله، لفت الجميل الى انهم لن يقولوا اننهم سينزعوا سلاح حزب الله غدا، انما يجب وضع خارطة طريق لتسليم السلاح واستعادة الدولة سيادتها، والاولوية للملف اللبناني لا الاقليمي، متمنيا لبننة الخطاب ووضع الاولوية القصوى لكيفية بناء الدولة القوية.

wpid-الجميل-1.jpg

 

وزارة المال

أعلن مسؤولان بوزارة المالية اللبنانية أن الوزارة ستصدر سندات دولية بقيمة 1.7 مليار دولار إلى المصرف المركزي في مقابل أذون خزانة بنفس القيمة، وذلك في مبادلة للدين.

وأضاف المسؤولان لوكالة “رويترز” أن الصفقة جرى التخطيط لها قبل أن يدخل لبنان في أزمة سياسيةعندما أعلن الرئيس سعد الحريري سعد استقالته.

وأشار أحد المسؤولين الى أن “مصرف لبنان المركزي وافق على أخذ السندات الدولية عند مستويات العائد التي كانت قائمة قبل استقالة”.

قائد الجيش

تفقد قائد الجيش العماد جوزيف عون في مستشفى الروم، العسكريين الجرحى الذين أصيبوا من جرّاء الإشتباك بين قوى الجيش والمسلّحين يوم الأول من أمس في منطقة دار الواسعة – البقاع.

واطلع على أوضاعهم الصحية وحاجاتهم المختلفة، والمعالجات الطبية الجارية لهم، منوّهاً بتضحياتهم، ومتمنياً لهم الشفاء العاجل.

FQxYmvB9

وزير صحة لبناني

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين اختيار اليكس عازار وهو مدير شركة ادوية وزيرا جديدا للصحة، مع انه كان ينتقد بشدة شركات الادوية خلال حملته الانتخابية.

وقال ترامب على تويتر “سعيد لإعلان ترشيح اليكس عازار ليكون وزير الصحة والخدمات الانسانية. سيكون نجما لرعاية صحية افضل واسعار عقاقير اقل”.

وعمل عازار اللبناني الاصل لعشر سنوات في شركة “إيلي ليللي” وتولى حديثا مسؤولية عملياتها في الولايات المتحدة.

لكنه غادرها في كانون الثاني الفائت ليؤسس شركة الاستشارات الاستراتيجية “سيرافيم استراتيجيز”، وفق حسابه على موقع لينكد إن.

7-20op7b

مقدمات نشرات الاخبار

“ال بي سي”

الرياض عاصمة “الحدث اللبناني” لليوم الثاني على التوالي…

حدثُ اليوم الأول المقابلة التلفزيونية مع الرئيس سعد الحريري…

حدث اليوم الثاني وصول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المملكة…

ما قبل مقابلة الحريري غير ما بعدها…

ما قبل المقابلة كان الكلامٌ أنه لا يمكن الركون إليها أو الإعتداد بها لأن الغموض يلف وضع الرئيس الحريري…

والمقابلة، بعدما انتهت صارت خريطة الطريق ، فوُضِعت ظروف صاحبها جانباً وبدأ الكلام عن المسار الذي سيتم السير عليه بعد الإستقالة …

أما حدث البطريرك الراعي ففيه أكثر من مؤشر في الشكل.

ففي استقباله وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان، العائدُ من واشنطن، وفي الاستقبال أيضاً  الدكتور فارس سعيد الذي سبقه إلى الرياض مع الوفد الإعلامي…

ذروة الحدث في زيارة الراعي ستكون غدًا, من خلال لقائه الملك سلمان، فيما الحدث لبنانيًا سيتمثل في زيارة الرئيس الحريري الكاردينال الراعي في مقر إقامة الأخير…

المقابلة التي وُصِفَت أمس بالمسيَّرة، بُني عليها الشيئ الكثير اليوم… المُغالون في التفاؤل قرأوا فيها عدولًا عن الاستقالة… المُغالون في الحذر وجدوا ان المطلوب تنفيذ ما طالب به الرئيس الحريري قبل ان يُقدِم رئيس الحكومة على أي خطوة لها علاقة بوضع الحكومة… فمَن سيبادر أولًا؟

الخطوة التالية المنتظرة هي عودة الرئيس الحريري… فمَتى تتم هذه العودة؟ وما هي مؤشراتها؟

بالتوقيت الدقيق، لا أحد يملك الجواب، لكنها صارت مربوطة بخريطة طريق أعلن عنها دولته:

الخطوة الاولى ستكون في تقديمه استقالته وفق الأطر الدستورية، وبعدها ينطلق الجهاد الأكبر…

هل ستبدأ الإتصالات وإعطاء الضمانات للنأي بالنفس؟ ما هي حدود هذا النأي بالنفس بعدما صار الملف السوري في الصفوف الخلفية وبات اليمن أولًا؟ ما يعني ان المطلب الاساس بات النأي بالنفس عن اليمن؟

ربما هنا يمكن فهم ان التطورات تسارعت بعد استهداف مطار الملك خالد في الرياض بصاروخ أُطلق من اليمن.

المعني مباشرة بهذه التساؤلات هو حزب الله، فهل سيرد؟ ومتى وكيف؟ وإذا لم يرد، فهذا يعني أنه غير موافق على “ال نيو تسوية “، وفي حال عدم الموافقة، وهذا هو الأرجح، فهذا يعني ان الحكومة تكون قد دخلت في مدار تصريف الأعمال، ومَن يدري إلى متى؟ فهل يصل البلد إلى الانتخابات النيابية بحكومة تصريف أعمال ام يتم التطور في اتجاه حكومة حيادية لأنجاز الانتخابات؟

الصورة غير مشرقة على الإطلاق، لا بل داكنة وأحيانًا سوداوية.

لبنان دخل مجددًا، مخيرًا أو مسيَّرًا، في لعبة المحاور، وكل كلام غيرَ ذلك هو من باب محاولة العصف الذهني, والمياه تُكذِّب الغطاس مجدداً. فالوقائع تؤشِّر إلى أن لبنان تنتظره عملية كباش قاسية ٌ في فترة إنتقالية بين تسويتين: التسوية الاولى صمدت حتى السبت الفائت، تاريخ ِ تقديم رئيس الحكومة استقالته، والتسوية الثانية مطلوبٌ ان تقوم على أنقاض التسوية الاولى التي ترنَّحت تحت ضربات خرقِها.

السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو: متى يعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت؟ الجواب ليس في اليد، ولكن ما هو معروف أن اربعاء الاسبوع المقبل هو عيد الاستقلال، فهل سيقف على منصة العرض العسكري رئيسان فقط: عون وبري؟ أو يكون الرئيس الحريري قد عاد؟

أسئلة كثيرة وأجوبة مفقودة…

“المنار”

بينَ الزلازلِ الطبيعيةِ التي لا ترُدُّها ارادةٌ بشريةٌ، والهزاتِ السياسيةِ التي قد تفتعِلُها غباءاتٌ بشريةٌ، عاشت المِنطقَةُ اليوم..

مئاتُ الضحايا بزلزالٍ ضربَ العراقَ وايران، وشعرت بهِ الكويتُ وتركيا واطرافُ سوريا، فكانت المِنطقةُ عندَ تَعدادِ ضحايا الزلزالِ المدمرِ ومشاهِدِهِ المرعبة..

سياسياُ المِنطقةُ عندَ فالقِ الهزة التي افتعَلَتها المملكةُ العربيةُ السعودية بقصدِ ايقاعِ لبنانَ ضحيةً من ضحاياها في الاقليمِ كما اليمنُ وسوريا والعراق والبحرين، وحيثُ وَضَعَت يدَها مملكةُ الخير..

هزةُ مراهقينَ سياسيينَ طالَت لبنانَ وكان فِعلُها على المملكةِ وصورتِها التي هشمتها صورةُ رئيسِ الحكومة اللبنانية سعد الحريري من الاراضي السعودية.. وكلما حاولَ هواةُ السياسةِ التجذيفَ نحوَ مكسبٍ سياسيٍ عصفَت بهم عُنجُهِيّاتِهِم التي كانت آخرَها نسخةُ الاستقالةِ الثانية التي سُميَت مقابلةً للرئيسِ الحريري من الرياض..وان كانَ المضمونُ محاولةً لنزولِ السعودي عن اعالي شجرةِ الازمة، فاِنَ شكلَ المقابلة أكدَ المؤكدَ لدى اللبنانيينَ باَنَ رئيسَ حكومتهِم في اقامةٍ جبرية، وهو ما أعادت تأكيدَهُ مصادرُ رئاسةِ الجمهورية من اَنَ الرئيسَ عون لا يزالُ يُقَيِّمُ الحالةَ السياسيةَ ودِقَّتَها لمواجهتِها، وأنَّ اولويَتَهُ لم تعُد الاستقالةَ، بل عودةَ الرئيسِ الحريري وعائلتِه سالماً إلى لبنان.

وعودةً الى المقابلة فاِنَ رئيسَ الجمهورية توقَفَ عندَ بعضِ الايجابيةِ في مضمونِها كاعلانِ الرئيسِ الحريري أنَ التسويةَ السياسيةَ في لبنانَ لا تزالُ قائمة وأنَ مسألةَ عودتهِ عن الاستقالة واردةٌ ضمنَ خِياراتِه ..

اما ما اوردهُ الرئيس بري عن المقابلة فاختصرَهُ بجميلِ العبارة: إنَ العدولَ عن الاستقالةِ فيهِ عدالة..

دولياً لا عدولَ عن المواقفِ المُصَوَّبَة بوجهِ الممارساتِ السعوديةِ، وليس آخرها ذاك الذي ادلت بِهِ وزيرة الخارجيةِ في الاتحاد الاوروبي، معارضةً أي تدخلٍ خارجيٍ في الشؤونِ الداخليةِ اللبنانيةِ، ومؤكدةً على ضرورةِ تجنب ادخال لبنان في توترات المنطقة..

“المستقبل”

اعلان الرئيس سعد الحريري في مقابلته على شاشة المستقبل عودته الى بيروت خلال يومين او ثلاثة، وتأكيده ان المطلوب تسوية حقيقية لمصلحة لبنان والعرب، وان المملكة العربية السعودية أول داعمي الاستقرار في البلد ترك ارتياحا لدى الاوساط السياسية والشعبية خارجيا ومحليا. وقد توقفت كتلة “المستقبل” بارتياح كبير أمام إعلان الرئيس الحريري عن عودته إلى بيروت في غضون الأيام المقبلة، واعتبرت ان اطلالته رسمت خطوطاً واضحة ومسؤولة من أجل إخراج لبنان من لعبة المحاور الإقليمية والدولية، والتأكيد على الالتزام بسياسة النأي بالنفس بما في ذلك رفض كل أشكال التدخل الإيراني وأدواته في الشؤون الداخلية لجميع البلدان العربية الشقيقة.

هذا التدخل رفضته فرنسا، حيث اكدت من باريس المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن عدم تدخل إيران في شؤون لبنان يعد “شرطا مهما”، وقالت ان الرئيس الحريري دعا إيران أمس إلى عدم التدخل في شؤون لبنان وجيرانه و هذا شرط مهم لاستقرار المنطقة.

في هذا الوقت، وصل البطريرك ادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى اللملكة العربية السعودية في زيارة وصفت بالتاريخية، وقال من بيروت قبيل مغادرته انه كان مطمئنا ومرتاحا جدا الى ما قاله الرئيس الحريري، وهو أجاب عن كثير من التساؤلات لدى اللبنانيين وفتح آفاقا جديدة ومهمة، وامل أن تتحقق هذه المواضيع بأسرع ما يمكن.

الحريري

“او تي في”

هي عشرةُ أيامٍ هزت لبنان … بدأت بكلام ملتبسٍ … ووصلت إلى كلامٍ أقل التباساً … لكن الأزمة لم تنتهِ بعدْ … رغم أن المؤشرات الإيجابية نسبياً بدأت تَغلِبُ على السلبيات والنُذُر …

 

في الإيجابيات أولاً، كلامٌ أقل سبهانيةً لرئيس الحكومة … والأهم، أنه قاله بوجه متأثرٍ ، وبغصة صادقة … وبعبارات مخنوقةْ وطنيةً ومرارةً وألماً …

وفي الإيجابيات ثانيةً، استمرارُ آل الحريري الكرام، على صمتهم البليغ والبالغ الدلالة … معطوفاً على تأييدٍ عارمٍ جامعٍ من كل شارعِهم وكلِ شارعْ … وهو ما أسكت كل الدمى المُحرَكة … والكاريكاتورات المفبركة …

وفي الإيجابيات ثالثاً، صفٌ وطني واحد، جسدته صخرةُ بعبدا … ما سمح بمراكمةِ رابعةِ الإيجابيات، المتمثلة بسلاسل، لا، بل بسيلِ التأييد الدولي للبنان : من موسكو المتطوعة تكراراً لأخذ الملف إلى مجلس الأمن … إلى واشنطن المرتبكة المتلعثمة … قبل أن تحسم لغتَها الحريصة على الاستقرار … مروراً بكل العواصم الغربية والعربية …

هل حُسم الأمر؟ هل انتهت المواجهة وعادت الأمور إلى مسارها اللبناني السليم، المخولْ وحدَه البحث في أزماتنا واستنباط حلولِها؟

المراقبون يفضلون التريث … فالسعوديون لم يقولوا كلمتَهم بعد … ومحطات الأسبوع الجاري تحمِل أكثر من موعد واستحقاق … المهم أن يظل السلاح صاحياً … وسلاحُنا من أنواع عدة: أولها الوحدة … وثانيها الوحدة … وآخرُها الوحدة …

ما تبقى كلُه تفاصيل … تماماً كما تفاصيل محطات هذا الأسبوع … وأسرار مقابلةِ السعودية وما قبلَها وما بعدَها …

“الجديد”

عشَرةُ أيام ٍعلى الزيارةِ ” الخاطفة ” للسُّعودية انتَهت بشبهِ عودة  حيث ينتطرُ اللبنانيون رحلةَ إيابِ الرئيس سعد الحريري بينَ يومٍ وآخر

وما انتهى فعلياً هو مُخطّطُ المملكةِ العربيةِ السًّعوديةِ في لبنان الذي كان سيقلِبُ هذا البلدَ رئيساً على عقِب لكنّها في أسبوعٍ واحدٍ وَجدت أنّ الانقلاب ليس نُزهةً وأنّ العالمَ تحرّكَ لحريةِ الحريري  ولبنان بخلافاتِه ونزاعاتِه السياسية صار بلداً بكرامةٍ وغضب أخطاتِ المملكةُ في حقِّ لبنان وفي حقِّ نفسِها عندما احتَجزت رئيساً وأجبرتْه على الاستقالة وعندما فوضّت إلى السبهان والبُخاري أمرَ التصريحِ تهديداً وأساءةً إلى بلدٍ يراهُ أبناؤُه عظيماً وراكمت الأخطاءَ بتدبيرِ اللقاء وبدفعِ الحريري نفسِه إلى مقابلةٍ جرَت داخلَ المُعتقل . لكنّ رئيسَ الحكومةِ خرَجَ منها سالماً معافىً إلا مِن بعضِ الرضوض لكونِه لجأَ إلى المواربة  كَتَمَ الغُصةَ ولم يبقَّ البحصة واضْطُرَّ الى إعلانِ أنه كتَب الاستقالةَ بنفِسه  غيرَ أنّ اللبنانيين يعرفون رئيسَهم مِن أخطائِه اللغوية ومِن عباراتِه وهفَواتِه التي أحبّوها على علّاتِها وهم قادرون على تمييزِ كتاباتِه مِن الكتَبَةِ الخارجيين  سقطت السُّعودية” في الإملاء ” ونجحَ لبنان في حروفِ الهجاء التي ترجمَها إلى الدولِ الغربيةِ فاندلعت المواقفُ الداعيةُ إلى حريةِ الرجل وكان موقفُ الخارجيةِ الأميركية أكثرَها تشدّدًا في وضعِ حدٍّ للاحتجاز وعلى مستوى الضغط سُجّلَ التحرّكُ الفرنسيّ والمواقفُ البريطانيةُ والإيطاليةُ وقبلَها الرأي الحاسمُ للاتحادِ الاوروبيّ وغداً سوف ينطلقُ السباقُ بينَ عودةِ الحريري وتحرك وزير الخارجية جبران باسيل في رحلة دبلوماسية ضاغطة تبدأ من فرنسا وهذا التحرك ليس بعيدا عن عائلة الحريري نفسها. وعليه فإنَّ الضغوطَ الدَّوليةَ نَجَحت في حربِ التحرير وسَقَطت معها خُطةُ تلزيمِ إسرائيلَ في حربٍ بالوَكالةِ عنِ السُّعودية لضربِ لبنانَ واستجرارِ أميركا إلى صدامٍ معَ حِزبِ الله ومن خلفِه ايران أما على ضَفةِ المخيمات فقد جرى إحباطُ إشعالِها عندما جرى استدعاءُ الرئيسِ الفلَسطينيّ محمود عباس إلى الرياض وطُلِبَ إليه تسليمُ دَفةِ المخيّماتِ إلى المُعتمدِ الخليجيّ محمّد دَحلان  وهنا تُحسبُ  خطوةُ الرفض لأبو مازن بمسعىً مِن اللواء عباس إبراهيم  وفي ضوءِ هذه الخطُواتِ إنْ نُفّذت كان سيُضطرُّ الرئيسُ الحريري إلى عدمِ العودة  ورئيس الجمهورية إلى الدعوةِ لاستثاراتٍ نيابيةٍ ملزمةٍ تأتي برئيسٍ لا يُمثّلُ المستقبل ليندلعَ النزاعُ في لبنان

ولْنتخيلْ أنّ رئيساً اصطفافياً كان على رئيسا للجُمهورية؟ فأيُّ حالٍ كنا عليها ؟ ماذا لو لم يكُن ميشال عون على الكرسيِّ الأول؟

وبإجابة ٍ من وحي بعض الماضي الرئاسي  لكان لبنان قد تفتت ذهبا ً على خشب .

اليوم مرحلة جديدة أدركت معها المملكة انها خسرت الرهان  وانها قد تعيد حساباتها جديا قبل عواصف الحزم الفرعية  فلبنان لم يكن اليمن  وسعد الحريري ليس عبد ربه منصور  لا بل سيعود منصورا .