هل تعيد مقابلة الحريري التلفزيونية خلط الأوراق؟

يطل رئيس مجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري عند الساعة التاسعة والنصف مساء الأحد على شاشة تلفزيون المستقبل في مقابلة قد تزيل الكثير من الالتباسات التي لفّت استقالته، وقد يبنى عليها المقتضى “الدستوري”.

الحريري شارك مساء في استقبال الملك سلمان بن عبد العزيز في مطار الملك خالد في الرياض، قادما من المدينة المنورة. وهو كان استقبل في دارته في الرياض كلا من السفيرين التركي والبريطاني.
وتبدو هذه الاطلالات بمثابة رسائل يبعثها الرئيس الحريري الى من يعنيهم الامر في لبنان وخارجه على انه حرّ الحركة، لكن السؤال يبقى كيف ستتعاطى المرجعيات في بيروت مع هذه الرسائل التي ستكون اوضحها اطلالته الاعلامية الاولى بعد الاستقالة؟.
بإنتظار ما سيقوله الحريري، والذي سيعيد حتماً التأكيد على مضمون نصّ بيان الاستقالة، وما سيتخذه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من موقف في أعقابها، وإن يكن مرجحاً بقاؤه على موقفه من عودة الرئيس الحريري الى لبنان قبل البتّ في الاستقالة، لا يبدو في الأفق اي حلّ مع بقاء السقوف العالية، التي تظلل المشهد الاقليمي والذي ينعكس تلقائيا على الداخل اللبناني.
أما على خط الدبلوماسية فتشير المعلومات وفق صحيفة “النهار” الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيوفد وزير خارجيته جان ايف لو دريان الى الرياض لاستكمال مهمة ترتكز الى مبادرة فرنسية قوامها ثلاث نقاط تتقاطع في جزء منها مع ورقة لبنانية قيل ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم حملها الى فرنسا وقبلها الى عمّان تنص على عودة الرئيس الحريري الى بيروت. تقديم استقالته شخصيا الى رئيس الجمهورية. اعادة تكليفه لتشكيل الحكومة من دون ان يشكلها فعليا فيستمر على رأس حكومة تصريف الاعمال حتى موعد الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، بحيث يمكن خلال هذه الفترة ان تتظهر طبيعة الامور على المستوى الاقليمي وتحديدا الصراع السعودي- الايراني الذي تجري محاولات دولية لايجاد حل له، وفي الوقت نفسه تهدأ النفوس ويبقى لبنان محافظا على استقراره السياسي والأمني والاقتصادي.

المحرر السياسي- الأنباء