ماذا سيسفر عن تدويل الازمة اللبنانية؟

 

أعادت البلبلة حول مصير الرئيس سعد الحريري وما يتم تسريبه عبر وكالات عالمية بأن “لبنان يتجه إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على المملكة العربية السعودية لفك احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري”، إلى الواجهة المخاوف من “تدويل” الأزمة اللبنانية وبالتالي كشف أوراق لبنان أمام المجتمع الدولي، وتكريسه ساحة لصراعات الآخرين على أرضه من جديد، وسط مخاوف من إمكان زج لبنان رسمياً في آتون الصراع الإيراني – السعودي وما يمكن أن يترتّب على ذلك من تداعيات أمنية وسياسية خطيرة.

وكان لافتا على هذا المستوى اللقاءات التي شهدها القصر الجمهورية بين الرئيس ميشال عون والسفراء العرب والاجانب والامتعاض الذي سجله امامهم.

وتعليقا على مجرى الامور، شكّكت مصادر “اللقاء الديمقراطي” بأن يكون الحريري محتجزاً في الرياض، واضعةً كل هذا الكلام في سياق “الضغط السياسي لحرف النظر عن الواقع الأهم الذي نقلتنا إليه الإستقالة ألا وهو زجّ لبنان في آتون الصراع الأميركي – الإيراني دولياً والسعودي – الإيراني إقليمياً”، ومشددةً على أن “هذه المرحلة تتطلّب أعلى درجات الحكمة والوعي والتروّي في اتخاذ المواقف بعيداً عن المزايدات”.

وفي السياق نفسه، قلّل نائب في كتلة “التنمية والتحرير” من أهمية الكلام المذكور عن طلب التدخل الدولي، وحصرَه في سياق “التحليلات الصحافية”، لافتاً إلى أن “هناك تعاطي عقلاني مع هذه الأزمة ولا مجال للمواقف المتسرّعة”، ومنوّهاً إلى أن “الأيام الأخيرة أوضحت أن مساحة العقل والحكمة هي التي تتحكّم بأي موقف يمكن أن يتّخذ بمواجهة هذه الأزمة”.

في المقابل، أكّد مصدر سياسي مطّلع لـ “الأنباء” أن “رئيس الجمهورية يبذل جهوداً كبيرة لدى المرجعيات الإقليمية والدولية لإستعجال عودة الحريري إلى لبنان للإستيضاح منه عن الإستقالة وموجباتها التي أملت عليه إتخاذ هذا القرار من الخارج”، مشيراً إلى “مساعٍ جدية تُبذل على مستوى رئاستيْ الجمهورية ومجلس النواب لثني الرئيس الحريري عن هذا القرار نظراً لحراجة الظروف المحيطة بهذه الأزمة وسط “شدّ حبال” بين الرياض وطهران”.

وجزم المصدر بأن “الإستقالة ستظلّ معلّقة ريثما يعود الرئيس الحريري، في الأيام القليلة المقبلة، للبحث في أسبابها ومحاولة إقناعه بالعودة عنها نظراً للتداعيات السلبية أمنيا، وإقتصادياً التي يمكن أن تترتب على البلاد”. وعن المسار الحكومي بعد الإستقالة، رأى المصدر أنه “ليس سهلاً على رئيس الجمهورية أن يلجأ إلى أي تغيير في ظل اصوات كثيرة تنصحه بعدم بتّ هذه الإستقالة في ظلّ تمسّك غالب برئاسة الحريري لحكومته”، واعتبر أنه “في حال تعثّرت الأمور وظل الرئيس الحريري مصرّاً على إستقالته، وعملاً بالدستور، فإن الرئيس سيلجأ إلى الدعوة لإستشارات نيابية ملزمة في محاولة لتكليف رئيس حكومة من المستقلين، لتشكيل حكومة تكنوقرط ومستقلين تُشرف على الإنتخابات النيابية في أيار المقبل”.

وكان كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “بعد أسبوع من إقامة جبرية كانت أو طوعية آن الآوان لعودة الشيخ سعد والاتفاق معه على إستكمال مسيرة البناء والاستقرار. وبالمناسبة لا بديل عنه”.

(الأنباء)