المرواحة السياسية مستمرة والسؤال: الآن، ماذا؟

وفق الوقائع السياسية الظاهرة، يبدو أن المراوحة في الأزمة السياسية مستمرة، حسبما تشير مصادر متابعة لـ”الأنباء” بأنه في الوقت الحاضر ليس هناك إمكانية لتشكيل حكومة، والمسألة تنتظر عودة الرئيس سعد الحريري وموقفه، إذا ما كان يريد تشكيل حكومة جديدة أم لا.وهذا ما ستتوقف عليه عملية إعلان حكومة الحريري حكومة تصريف أعمال، وإجراء إستشارات نيابية، ويبدو أن التوجه هو لإعادة تسمية رئيس تيار المستقبل من قبل حزب الله، التيار الوطني الحر، حركة أمل، الحزب التقدمي الإشتراكي، وقوى أخرى، لكن ذلك سيكون مرتبطاً بعودة الحريري وإعلان إستعداده لتشكيل حكومة جديدة، بعد سماع وجهة نظره ووضع شرطه الجديدة، أما بحال عدم موافقته وإصراره على الإستقالة، فسيكون هناك كلام آخر، وسيتم البحث عن خيارات أخرى.

تشير مصادر قوى الثامن من آذار إلى أن الوضع في المنطقة ينذر بما هو أخطر، لا سيما في ظل رفع المملكة العربية السعودية، للسقف المرتفع الذي تنطلق منه، في وضع شرط على أي حكومة قيد التشكيل بعدم مشاركة حزب الله فيها، وهنا تعتبر المصادر بأن هذه الفكرة غير متاحة ومستحيلة، وهذا يعني وضع البلد في حال إنقسام سياسي كبير، قد يؤدي إلى حرب أهلية في البلد، وهذا ما لا يمكن لأي طرف أن يتحمّله.

ويعتبر الحزب أن كل محاولات السعودية في تشكيل جبهة معارضة لحزب الله من صقور 14 آذار، لن تؤدي إلى أي نتائج على الأرض. وكل القوى الرئيسية في البلد ترفض هذا المناخ، وحتى في أصعب الحالات يمكن استيعاب إستقالة الحكومة.

وسط هذا الإنهماك الداخلي كله، يبقى سؤال أساسي بحاجة إلى أجوبة، وهو ماذا بعد؟ ومن هنا إلى أين؟

وكيف ستتعاطى مختلف الأطراف السياسية مع تحديات المرحلة المقبلة على ضوء التصعيد المتمادي؟

ربيع سرجون – “الأنباء”