جولة “الانباء” الإخبارية المسائية: أبرز المواقف والتطورات ومقدمات نشرات الأخبار

 

في جولتها المسائية ليوم الاربعاء 8 تشرين الثاني 2017 رصدت جريدة “الأنباء” أبرز المواقف السياسية والتطورات واهمها التالي:

 

جنبلاط

كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر “تويتر”: ‏”بعد أن غاب الصديق الكبير سمير فرنجية المؤمن تاريخياً بالحوار الدائم، ها هي غيوم الكراهية والحقد والتحريض تتفجر عند البعض في أبشع مظاهرها”.

 

الى ذلك استقبل جنبلاط في دارته في كليمنصو ظهر الأربعاء، السفير البريطاني في لبنان هيوغو شورتر وعرض معه التطورات السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

عون

استأنف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد ظهر اليم مشاوراته التي بدأها مع القيادات والشخصيات السياسية والحزبية، وذلك في اطار متابعة التطورات التي استجدت بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالته

ومن المقرر ان يواصل الرئيس عون لقاءاته التشاورية الخميس.

 

الحريري

أفاد المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أن الرئيس الحريري تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تم خلاله بحث التطورات اللبنانية والفلسطينية وآخر المستجدات في المنطقة.

 

بريّ

أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي ان “اللبنانيين رغم كل الازمات التي واجهتهم استطاعوا ان يتجاوزا كل الصعاب متسلحين بوحدتهم وتحصين ساحتهم الداخلية”.

وقال ان “ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعا ان نحصن هذه الوحدة”، مكررا القول ان “الحكومة ما زالت قائمة، وان اعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغير من كامل أوصافها”.

واستقبل بري السفير الفرنسي برونو فوشيه وعرض معه الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

العريضي

أكد عضو اللقاء الديمقراطي النائب غازي العريضي بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، أن “المطلوب هو الاحتكام الى العقل والحكمة والتبصر، ونحن نعرف كيف نتحمل مسؤولياتنا الوطنية في هذه الظروف”.

وأكد أن “المواقف التي صدرت عن المفتي دريان تؤكد النهج الذي سار به وهو نهج الوحدة وعدم التسرع، والمطلوب الاحتكام إلى العقل والحكمة والتبصر”.

 

دار الفتوى

نفى المكتب الإعلامي في دار الفتوى “ما نشره بعض وسائل الإعلام من كلام منسوب إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، حول المبادرة التي قام بها الرئيس نجيب ميقاتي، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الحكومة”.

وأكد المكتب الإعلامي أن “المعلومات التي يتم تداولها غير صحيحة على الإطلاق، وأن مبادرة الرئيس ميقاتي هي في عهدة المفتي دريان. وما يسرب إلى بعض وسائل الإعلام عن المبادرة هو تشويش واصطياد في الماء العكر”.

وشدد المكتب على أن “قرارات المفتي دريان ومواقفه تصدر عنه ولا يمليها عليه أحد، بل هو صاحب القرار ولا يسمح لأحد أن يفرض عليه رأيا ولا موقفا، فاقتضى التوضيح”.

 

السنيورة

تلقى رئيس “كتلة المستقبل النيابية” الرئيس فؤاد السنيورة اتصالا هاتفيا من الامين العام للجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط للاطلاع على الاوضاع الراهنة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري.

وكان السنيورة استقبل كل من السفير الالماني مارتن هوت والسفير المصري نزيه النجاري والسفير الاماراتي حمد سعيد الشامسي والسفير التركي في لبنان شغاطاي ارجييس، وتركز البحث في الاوضاع الراهنة التي استجدت اثر استقالة الرئيس الحريري.

عربي ودولي

 

السعودية

أفادت وكالة رويترز نقلا عن مصادر مطلعة، بأن سلطات مكافحة الفساد في السعودية جمدّت الحسابات البنكية للأمير محمد بن نايف وحسابات عدد من أفراد أسرته المقربين.

وقالت مصادر مصرفية إن عدد الحسابات البنكية المجمدة نتيجة للحملة يزيد عن 1700 حساب وأنه آخذ في الارتفاع.

 

سفير المملكة في القاهرة

شدد السفير السعودي في مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية أحمد بن عبد العزيز قطان، على أن ما تعرضت له الرياض هو اعتداء سافر وعدواني من قبل “ميليشيات” إيرانية باليمن.

وأكد أن المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذا العدوان الآثم من إيران، وتحتفظ بحق الرد بالأسلوب والتوقيت المناسبين وفق القانون الدولي.

 

روحاني

دعا الرئيس الايراني حسن روحاني السعودية الى “التنبّه الى قوة ايران وموقعها”، مشيرا الى ان “الولايات المتحدة بكل قدراتها عجزت عن مواجهتها”.

واعتبر ان “الهجوم الصاروخي الذي انطلق من اليمن مستهدفا الرياض كان ردا على العدوان السعودي”، حسب ما افادت “وكالة رويترز”.

واضاف:”السعودية ارتكبت خطأ استراتيجيا حين اعتبرت أميركا وإسرائيل صديقتين وإيران عدوا.

 

واشنطن

دان البيت الأبيض، إطلاق الحوثيين صواريخ على السعودية، قائلا إن ذلك يهدد أمن المنطقة ويقوّض الجهود المبذولة لحل النزاع في اليمن.

وقال البيت البيض، في بيان، إن “الصواريخ، التي يطلقها الحوثيون على السعودية، والتي زودهم بها حرس الثورة الإيراني، تهدد أمن المنطقة، وتقوّض الجهود الأممية، التي تسعى لحل الصراع عبر الحوار”.

 

الكيماوي السوري

دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مجلس الأمن الدولي إلى تمديد مهمة الآلية المشتركة للتحقيق في حوادث استخدام الكيماوي في سوريا ومحاسبة المسؤولين عنها.

وحثّ بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية الدول الغربية المجلس على الحفاظ على قدرات آلية التحقيق المشتركة”.

 

اسبانيا

أبطلت المحكمة الدستورية الاسبانية، اعلان الاستقلال الآحادي الجانب لكاتالونيا.

وقالت المحكمة إن “اعلان الاستقلال في 27 تشرين الاول يعتبر باطلا وغير دستوري”.

 

مقدمات نشرات الأخبار

نشرات-الاخبار

 

المستقبل

مشاورات بعبدا لم تنته فصولا بعد، وتتواصل غدا وبعدَ غد؛ فيما أظهر اليوم الثالث انّ رئيسَ الجمهورية ميشال عون ما زال متريّثا في البتِ باستقالة الرئيس سعد الحريري ، ومتمسّكا بالتواصل معَه ليفهَم الاسبابَ الحقيقية للاستقالة.

هذا ما نقله عنَه زوّاره، من جهته اكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام  نوّاب لقاء الاربعاء انّ الحكومة ما تزال قائمة وانّ اعلانَ الرئيس الحريري استقالتَه بهذا الشكل لن يُغيِّر من كامل اوصافها .

والتناغم بين موقفي الرئيسين عون وبري ترافق مع  تحرّكٍ للسفير الفرنسي وتاكيدِ سفراء الاتحاد الأوروبي في لبنان دعمَهم القوي لوحدة لبنان واستقراره وسيادتِه وأمنه، مطالبين  جميعَ الأطراف متابعة الحوار البنّاء بهدف تقوية المؤسسات. أمّا الرئيس سعد الحريري فتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس  تناول التطوّرات على الساحتين الفلسطينية واللبنانية.

اقليميا؛ فانّ الهجومَ الصاروخي الباليستي الحوثي على الرياض كان محورَ ادانةٍ اميركية؛ فالبيت الابيض رأى انّ مصدرَ هذه الصواريخ هو الحرس الثوري الايراني وهي تهدّد الامنَ الاقليمي وتقوّض الجهودَ المبذولة لحلِّ الازمة بالحوار، فيما كان الرئيس الايراني حسن روحاني يبرّر الاعتداءَ الصاروخي  بالقول إنه جاءَ كردِّ فعل على ما أسماه العدوان السعودي.

 

أن بي أن

بسلاح الوحدة وتحصين الساحة الداخلية نجح لبنان بقيادته وشعبه ومؤسساته في تفكيك الازمات وتجاوز الصعاب، في لقاء الاربعاء جدد الرئيس نبيه بري التاكيد على ان الحكومة ما زالت قائمة وان اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته بالشكل الذي جاءت به لم يغير من كامل اوصافها.

والى حين اتضاح متى الحريري راجع ينتظر رئيس الجمهورية ميشال عون لقاؤه والاستماع اليه ليبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة الى استقالة تمت خارج حدود لبنان.

موقفا الرئيسان عون وبري لقيا تأييدا كاملا من رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الذي وضع الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار .

هذه الوحدة ساندها اليوم الاتحاد الاوروبي الذي دعا كل الاطراف اللبنانين الى مواصلة الحوار البنّاء والعمل على تعزيز المؤسسات والاعداد للانتخابات التي يشدد الرئيس بري على انها حاصلة في موعدها وهي لا تحتاج حتى الى اجتماع للحكومة والجو ملائم لاجرائها.

وكان لافتا اليوم توقيت الاعلان عن تكليف الحريري لاحد نواب كتلته بزيارة الجالية اللبنانية في استراليا لحثهم على تسجيل اسمائهم للمشاركة في الانتخابات.

من الحكومة الكاملة الى البوكمال التي انطلقت عملية تحريرها في ما كان الجيشيين السوري والعراقي يلتقيان عند حدود دير الزور في مشهد يرسم مسار مواجهة واحدة ضد الارهاب.

اما في السعودية فتجميد مؤسسة النقد ارصدة الموقوفين ومن ضمنها الحسابات المصرفية لولي العهد السابق محمد بن نايف وسط تسعير اميركي للتوتر الحاصل على خط الرياض طهران .

 

أو تي في

يكمل رئيس الجمهورية خطته المنهجية التي وضعها لمواجهة أزمة غياب رئيس الحكومة …

اليوم أنجز تشاوره مع وجوه السياسة … غداً يستكمله مع القيادات الروحية والفاعليات الاقتصادية … ليختمه في محطة بارزة بعد غد الجمعة … في لقاءات دبلوماسية، عربية وغربية … خصوصاً بعدما بادرت المجموعة الدولية لدعم لبنان، إلى طلب موعد من الرئيس، للتباحث معه في الأزمة الناشئة … علماً أن المجموعة المذكورة، تضم الدول الخمس الكبرى، إضافة إلى عدد من الدول الأوروبية، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة …

وهو ما يؤشر بوضوح، إلى البعد الخارجي للأزمة الراهنة … بعد بات هذا البعد فاقعاً … خصوصاً أن رئيس الحكومة أعلن عن غيابه من خارج لبنان … وباتت إقامته في الخارج نفسه … فيما التهديدات بزعزعة استقرار بلاده، تتوالى من البعض الخارجي أيضاً … في مقابل حرص غالبية المجتمع الدولي على هذا الاستقرار …

وفي هذا السياق، برزت اليوم المعطيات التالية:

أولاً، خروج كلام صهيوني علني، عن أن المستهدف بالأزمة هو رئيس الجمهورية ميشال عون، للضغط عليه من أجل فرض تنازله عن عناصر قوة لبنان وسيادته …

ثانياً، توافر مؤشرات عدة، إلى أن خبرية بهاء الحريري، شقيق رئيس الحكومة، فيها الكثير من الجدية … بحيث سجلت اتصالات بعيدة عن الإعلام، تمهيداً لطرحه مرشحاً للسرايا، بالطريقة نفسها التي فرض بها غياب الرئيس الحريري …

ثالثاً، وصول رسائل مباشرة، من أكثر من طرف داخلي وخارجي، بأن التلهي بقصص احتجاز الرئيس الحريري وحكايات أمواله والممتلكات، لم تعد مجدية … فحقيقة الأزمة أن هناك من اتخذ خارجياً قراراً كبيراً باستئصال حزب الله من لبنان … تماماً كما عشية العام 1982 مع منظمة التحرير … من دون التوقف عند الفوارق المهولة بين السياقين … ولا عند حسابات الربح والخسارة …

ما الذي يمكن أن يجهض مخططاً كهذا؟ نظرياً ثلاثة احتمالات: إما موقف دولي أممي، يلجم المغامرة … وإما تطور إقليمي يبدل في أولويات المغامرين … وإما وحدة لبنانية فعلية صلبة، في مواجهة الخطر المحدق …

 

المنار

من اخطاءِ الرياض الاستراتيجية الى انجازاتِ دمشقَ النوعيةِ توزّعَ المشهدُ اليوم.

فمسارُ تهوُّرِ بن سلمان ردَّ عليهِ رئيسُ الجمهوريةِ الاسلاميةِ في ايران: خطأٌ استراتيجيٌ ترتكبُه السعوديةُ بمعاداتِها ايرانَ ومحاباتِها اميركا والحكومةَ العبرية، فهؤلاء لا يعرفونَ مكانةَ وقدرةَ ايرانَ قال الشيخ روحاني، ولْيَعلموا ان اميركا بكلِّ قدراتِها عَجَزَت عن مواجهةِ بلادِنا..

في بلدِنا لبنانَ الامورُ تسيرُ وفقَ الانتظامِ العام، مشاوراتٌ رئاسيةٌ مع مختلفِ القوى السياسيةِ ستتسعُ مروحتُها بخطوطٍ دبلوماسية، والخياراتُ جاهزةٌ لكلِّ الاحتمالات.

عنوانُ الجميعِ انتظارُ رئيسِ الحكومةِ سعد الحريري كي يعودَ ليُبنى على استقالتِه المقتضى الدستوري، فيما خبيرُ الدساتيرِ الرئيس نبيه بري جددَ اليومَ موقفَه من أنَ الحكومةَ ما زالت قائمة، والاستقالةَ بهذا الشكلِ لن تغيِّرَ من كاملِ اوصافِها..

لا شيءَ يصفُ الفعلَ السلمانيَ بحقِّ النظامِ اللبناني واهلِه، حتى اِنَ الصحافةَ الغربيةَ اَطلقت حملةَ أسئلةٍ عن مصيرِ رئيسِ الحكومةِ اللبنانيةِ وسببِ الخطواتِ الطائشةِ لوليِّ عهدِ السعودية..

خطواتٌ سيَستَعِرُ حَنَقُها معَ مزيدِ الهزائمِ السعوديةِ على الجبهةِ السورية، الجيشُ السوريُ والحلفاءُ اطلقوا الرسالةَ الاخيرةَ لتحرير البوكمال.. التقت القواتُ السوريةُ وحلفاؤها معَ رفيقاتها العراقيةِ عندَ حدودِ دير الزور، وما التقاءُ الجيشينِ الا اعلانٌ عن قربِ الانجاز الذي سيُنهي داعش من البوكمال، ويمهدُ لكاملِ النصرِ على هذا التنظيمِ الارهابي ومشغليهِ الاقليميينَ والدوليين..

 

أم تي في

لا يصح الاستمرار في انكار استقالة الرئيس الحريري مهما كانت النوايا صادقة، فالمشكلة كبيرة واسبابها معروفة، ويجب ان تحل وطنياً وميثاقياً وعدم تصغيرها وحصرها في شقها الاجرائي، وبما ان الكل يتهيب الفراغ والفوضى والرئيس الحريري لن يعود ليتقاسم الحكم مع الدويلة، فالحري بالغيارى عدم تدفيع الدولة ثمن عدم فك المشكل هذه المرة ايضاً من حصتها وعلى حسابها والهروب الى انصاف الحكومات، هذا الواقع يجب ان يقوي الحكم لا يضعفه، فيطلب من الشريك المخالف التراجع.

في انتظار جلاء الضباب الذي يكتف الحياة الوطنية، صروح بعبدا عين التينة دار الفتوى تشهد اكبر فورم سياسي منذ الطائف، وضيوفها يتدرجون بين خائف على التركيبة لا يملك الحل وكابر يريد الحل من دون ان يتراجع ومتعجل مكتوم لوراثة الحريري، في سياق متصل سفراء الاتحاد الاوروبي يدعمون استقرار لبنان وسيادته وامنه، ووفد اميركي عسكري يسلم قائد الجيش مساعدة مالية، ويجدد تمسكه بالشراكة مع المؤسسة وتمسك بلاده بلبنان امن ديمقراطي ومزدهر.

 

الجديد

على حسابِ العدّادِ الشهير  فإنّ  خمسةَ أيامٍ مرّت على احتجازِ رئيسِ الحكومةِ سعد الحريري في السُّعوديةِ  مسلوبًا حريتَه وقرارَه ومقيّدًا في حركةِ التنقّلِ إلا بمشيئةٍ سياسية  آخرُ أنباءِ الرئيسِ المُسّربةِ مِن المملكةِ أنّ الرئيسَ الحريري سُمِحَ له بالعودةِ إلى منزلِه في الرياض حيث يجيبُ على هاتفٍ أرضيٍّ من دون ظهورٍ علنيٍ فعّال  للجوال . هذهِ هي المعلومةُ الوحيدةُ التي اطمأنَ فيها اللبنانيونَ إلى رئيسِ حكومتِهم  مع تردّدِ أنباءٍ غيرِ مؤكّدةٍ عن احتمالِ عودتِه إلى بيروتَ في  الأيامِ المقبلةِ لتقديمِ استقالتِه إلى رئيسِ الجُمهوريةِ ومِن ثَمَّ يغادرُ إلى الرياض إنفاذا للمرسومِ الملَكيّ . لكنّ الحريري ولتاريخِه لا يزالُ أسيراً محاكمًا مراقبًا محجورًا عليه سياسًيا وماليًا في عمليةِ ابتزازٍ غيرِ مسبوقةٍ عبرَ تاريخِ لبنان وتكادُ تتفوّقُ على سَجنِ قادةِ الاستقلالِ في قلعة راشيا عامَ ثلاثةٍ وأربعين وإذا كانَ الفرنسيونَ قد أذعنوا لإرادةِ الشعبِ في النهايةِ  فإنّ السُّعوديةَ لم تَحترمْ حتى الساعةِ مكانةَ رئيسِ مجلسِ وزراءِ لبنان الذي سيَبقى سيد السرايا إلى حينِ يُثبِتُ هو شخصيًا العكس ومِن دونِ أيِّ ضغوط.  فمطلَبُ اللبنانين اليومَ هو حريةُ رئيسِهم واستعادةُ كرامةِ موقع رئاسةِ الحكومة الذي أهلكتْه مملكةٌ يُفترضُ أنها ضنينةٌ عليه   سعد الحريري أولا  ولن يَرتضيَ أهلُ القرارِ المحليِّ بأقلَّ منه ” زي ما هوي ” حتى ولو كان شقيقَه بهاء الدين الحريري الذي بدأَ يلوحُ اسمُه في الأُفُق كبديلٍ من الشقيقِ والقادرِ على المواجهةِ الداخليةِ بدليلِ أنّه صرَخَ قبلَ اثنتي عشْرةَ سنة : يا قوم  ثُم نام سياسيًا حتى يومِنا هذا  وبموجِبِ السيادةِ وَجَبَ على لبنانَ استعادةُ سعدِه  قبلَ أن نصدّقَ أياً مِنَ السينايوهاتِ السينمائيةِ الفاشلة  مِن مخطّطِ الاغتيالِ الساقطِ لشدةِ غبائِه  إلى بُلهاءِ طرحِ ترشيحِ البَهاء  وصولاً إلى تُرّهاتِ جمال الجرّاح المقطوعةِ اتصالاتُه  وليس ختامًا معَ عُقاب صقر الذي جَلَسَ في الخارجِ يحلّلُ عن بُعد ويتوقّعُ ظروفاً جيدةً للحريري ويكذّبُ مَن سمّاهم المهرجينَ على شاشاتِ التلفزة  وهو لو تمّت انتخاباتٌ لقِطاعِ المهرّجين لحلَّ نقيبًا لهم  وبالإجماع مِن دونِ منافسة .    ويمكنُ الاستنتاجُ أنّ بعضَ فريقِ الحريري يسجنُ الحريري مرّتين بدحضِه الوقائعَ واستبعادِ حِصارِ الرجل وتقطيعِ أوصالِه السياسيةِ والمالية ومَن يعملْ اليومَ لصالحِ الإفراجِ عن رئيسِ الحكومةِ المُحتجز هو رئيُس الجُمهوريةِ العماد ميشال عون  الرئيسُ الذي حَفِظَ كرامةَ الرئاسةِ الثالثة وصانَ غيابَها وأصرَّ على عدمِ قَبولِ الاستقالةِ حتّى يرى بأمِّ العين وَحَشَدَ شخصياتٍ سياسيةً إلى بعبدا لا تجتمعُ على قوسِ قُزَح  ثُم شاورَ الأحزابَ حِزبًا بحزب

واستَفتى الآراءَ في عمليةِ استشاراتٍ لا تُلزِمُ إلا أخلاقَه الرئاسيةَ الفريدةَ وانسجامَه ومبدأَ استقرارِ لبنانَ الأمنيِّ والسياسيّ والاقتصاديّ . فميشال عون اليومَ هو الرئيسُ الذي لا يخضعُ لتهديد  الشخصيةُ التي عاشَت بقبضةٍ مِن قرارٍ لا يَحيد  تنفّذُ الآنَ ما تتطلبُه الدولةُ وحكمُها القويُّ مِن دونِ التفاتةٍ إلى ضغوطٍ أو ترسيمِ حدود .ولكم أن تتخيلوا لو كانَ على كرسيِّ الرئاسة الأولى رئيسٌ يذوبُ بالإغراءاتِ وتأخذُه الإملاءاتُ الخارجية وبعونِه  سيُستعادُ الحريري رئيساً وله أن يقرّرَ الاستقالةَ لا الإقالة . وباتَ على جميعِ الساسيين ورجالِ الدين الاقتداءُ بنهجِ الرئاسةِ الأولى وبدارِ الفتوى التي تحوّلت إلى مواسمِ حجٍّ تأييداً للرئيس ” المُغيّب” . وقياساً على دورِ دارِ الفتوى فإنّ سيدَ بكركي

البطريركَ الراعي يحلّقُ الى السعوديةِ بطائرةٍ ملَكيةٍ يرافقُه على متنِها النائبُ السابقُ فارس سعيد .قد لا يمانعُ اللبنانيونَ في الحجزِ للفارس ضمنَ عدادِ وفودِ الريتز كارلتون لكن كيف لرأسِ الكنيسة المارونية أن يقصِدَ الرياض من دونِ وضعِ شروطٍ على أمرائِها بالافراجِ عن الحريري اولًا  ولماذا لا تتمُّ هذه الزيارةُ بالتنسيقِ معَ قصرِ بعبدا ؟

فخطوةُ الراعي ستشكّلُ انتقاصاً مِن موقعِ الرئاسةِ الأولى وقد تضّعفُ موقفَ الرئيس وتقلّلُ مِن عملِه الوطني الجامع.

 

ال بي سي

دقت ساعة لبنان اولا , البلد الهش الذي يقف على خط الزلزال السعودي الايراني…

الحرب بين الدولتين فُتحت , وجروحها عميقة وظاهرة من العراق , الى اليمن , الى سوريا ولبنان…

لم يعد الحديث عن التسوية في لبنان مقنعا للمملكة , فالسعوديون يعتبرون انهم غُدروا من داخل البيت , وان الغدر أتاهم من الرئيس سعد الحريري , الذي التزم قبل التسوية الرئاسية , بفك إرتباط الرئيس عون عن حزب الله او على الاقل جذبه ليصبح وسطيا , فيما اثبتت السنة الرئاسية الاولى , ان لا الفكّ حصل ولا حتى الابتعاد عن الحزب.

تحركت المملكة , وطلبت من الرئيس سعد الحريري ضبط الوضع والتزام الاتفاق , ولكن خطاب رئيس الحكومة ظل تحت سقف المطلوب، ولعلّ كلامه في مجلس النواب عن ان الخلافات السياسية لا يجب ان تكسر التسوية التي تحمي الوطن في اصعب الظروف , خير دليل على ذلك .

تزامنا , كان تمدد ايران الميداني في كل من العراق وسوريا يتوسع , فيما حرب اليمن التي شنتها السعودية ضد الحوثيين المدعومين من طهران دخلت عامها الثاني , وتخللها قتال على الحدود اليمنية السعودية تخطى الخطوط الحمر , مع استهداف المملكة المتكرر بصواريخ بعيدة المدى, اصاب آخرها مطار الملك خالد  في الرياض .

وفي وقت اعتُبر خلاله ان التصعيد الايراني تجاه المملكة في اوجه , اكدت طهران ان ما تقوله المملكة عن تدخلها في الشؤون العربية مزاعم واتهامات  لا اساس لها من الصحة .

امام كل هذه الوقائع , جاءت الاستقالة , وكثر الكلام عن الرئيس الحريري , اين هو, مع من يتواصل , ما هي شروط خروجه من السعودية , وهل اتخذ القرار بتنحيته السياسية ؟

حتى الساعة , الصورة اكثر من ضبايبة , ولبنان واقع وسط عاصفة قد تضعه في فراغ حكومي شبيه بالفراغ الرئاسي الذي استمر سنتين وخمسة اشهر , اشهر خطّتها السياسة الايرانية حينها , وتخطّها السياسة السعودية اليوم .

في العام 2009 , ترأس سعد الحريري كتلة نواب لبنان اولا معلنا الالتزام الكامل بحماية الجمهورية , اليوم , الجمهورية مرتبكة , تربط البت باستقالة الرئيس الحريري بعودته الى بيروت , ليبنى على الشيء مقتضاه , فيما القصر الجمهوري يُعد مشاورات ديبلوماسية ,على علاقة باستقالة الحريري , وسط مساع فرنسية لم تسفر بعد عن نتيجة مع السعوديين تتعلق بمغادرة الرئيس الحريري للمملكة .

 

(رصد الأنباء)