هذه هي أسباب تحرك الحريري خليجياً!

كان لافتاً الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس سعد الحريري لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولقاؤه حاكم إمارة ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ومن ثم عودته الى الرياض. في وقت كان رئيس الجمهورية ميشال عون يجري لقاءت تشاورية مع القيادات السياسية للوقوف على رأيها من مسألة إستقالة الحكومة، التي أعلنها الرئيس الحريري من السعودية يوم الجمعة الفائت وإنتظار عودته الى لبنان ليبنى على الشيىء مقتضاه.

وفي هذا السياق أوضح مصدر وزاري لـ “الأنباء” أن تحرك الرئيس الحريري بإتجاه الدول الخليجية لم يأت من فراغ، وهو أكثر من ضروري في هذه المرحلة الدقيقة، ولا سيما بعد الإعلان عن استقالته من الحكومة، وذلك لوضع المسؤولين الخليجيين في صورة الأسباب الموجبة التي دفعته لإتخاذ قرار الإستقالة في هذا الوقت، ولشرح وجهة نظره من كل المستجدات والتراكمات التي طرأت في الأسابيع الماضية على الساحتين المحلية والعربية، والتي لم يكن له رأي فيها وغير موافق عليها على الإطلاق.
وقد برزت بشكل واضح بعد أحداث عرسال، وعملية تهريب الإرهابيين ونقلهم الى دير الزور من قبل حزب الله والنظام السوري، وعدم السماح للجيش اللبناني من القضاء عليهم ثأراً للعسكريين التسعة الذين قتلهم داعش. وما أعقب ذلك من مواقف إعتبرها الحريري تجاوزاً لصلاحياته، وخروجاً عن التسوية التي أبرمها مع التيار الوطني الحر، والرئيس ميشال عون بالتحديد، وعدم الإكتفاء بما قام به وزير الخارجية جبران باسيل بلقائه المستغرب مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في نيويورك بناء لطلبه، والزيارات التي قام بها بعض الوزراء الى العاصمة السورية للإجتماع بنظرائهم من دون الوقوف على رأيه في هذه المسألة، الى مطالبتهم بالتطبيع مع النظام السوري من بوابة المطالبة اللجوجة والملحة بعودة النازحين السوريين الى بلدهم، مع حماية دولية لضمان سلامتهم، الى الكشف عن تورط حزب الله في عملية العبدلي في الكويت، ومسؤوليته عن إطلاق الصواريخ الإيرانية الصنع من اليمن بإتجاه الأراضي السعودية، الى زيارة المسؤول الإيراني له والإعلان من أمام السراي الكبير أن لبنان هو عنصر أساسي في محور الممانعة التي تتزعمه إيران، الى إظهار التحقيقات مسؤولية الحزب عن كل الأعمال المخلة بالأمن التي تحصل في الدول الحليجية بحسب المصدر الوزاري.
وبرأي المصدر أن هذه الأمور التي كانت السبب الرئيسي والمباشر لقرار الحريري بالإستقالة، لا يمكن له إلا أن يضع بنفسه المسؤولين الخليجيين في صورتها، كي يتبين لهم عدم رضاه عنها. وأنه لو خيّر بين البقاء على رأس هكذا حكومة تضم بين مكوناتها من يضمر الإساءة للأشقاء العرب، لأختار الإستقالة وهذا ما فعله بالضبط. وأنّ ثلاثة أرباع اللبنانيين مع هذا القرار الجريء والحازم. وهو ما يجب أن يعرفه العرب كل العرب. وإلا ماذا تنفع العودة الى لبنان للبتّ بالإستقالة وإعادة التكليف أو الإبتعاد عن المنصب في الظرف الراهن دون الكشف عن تلك الحقائق، وما قيمة للبنان دون أشقائه العرب.

“الأنباء” – صبحي الدبيسي