مخاطر نتائج الحرب على لبنان توازي الحرب نفسها!؟
منير بركات
8 نوفمبر 2017
تسارع الاحداث والغليان السياسي في المنطقة والعالم وفي كل بلد على حدى، وتصعيد الخطاب السياسي التي تحكمه لغة التهديد والوعيد، والاستعدادات الميدانية والاشارات الاقتصادية من الإرتفاع القياسي للنفط وتحرك أسعار العملات الخ.. كل ذلك يرجح بقوة الانفجار الكبير ووقوع الحروب التي سوف تبدأ ولا أحد يعلم من أين وكيف ستنتهي، لكنها بكل تأكيد سوف تغير معالم المنطقة بمستوياتها المختلفة وتترك وراءها الإبادة والدمار والتهجير والتغيير الديموغرافي بكل معالمه.
ما هو مصير لبنان وشعبه في حال توجيه ضربة عسكرية اذا طالت البنية التحتية، وفي حال تطورت المواجهة بدخول اسرائيل الحرب بعد توجيه آلاف الصواريخ الى أراضيها؟
لن أدخل في تحليل سيناريو الحرب الشاملة في المنطقة وصولاً الى احتمالات الحرب الكونية، ولن أقف عند توزيع الأدوار في الحرب المحتملة بدءً من أساطيل الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل مروراً بالدور الروسي وما تبقى من الجيش السوري وصولاً الى الترسانة الايرانية وأذرعتها، وبعيداً عن إحتمالات إجتياح قطر والصدام مع القوات التركية فيها، إلا انه علينا أن نراقب الإحتمالات الراجحة في الحرب على لبنان وتداعياته ومفاعيله.
في حرب ٢٠٠٦ حصل التهجير من الجنوب على أثر العدوان الاسرائيلي في ظروف احتضان إنساني كبير في سوريا ما قبل الحرب الاهلية وفي جميع المناطق اللبنانية البعيدة عن اماكن العمليات العسكزية، ولكن حالياً في حال نشوب الحرب وتكرار تهجير أبناء الجنوب تحديداً وفي ظل الظروف الداخلية في سوريا وكثافة النازحين السوريين في المناطق التي سيلجأ اليها المهجرين المفترضين وفي ظل تواجد أكثرية معارضة للنظام السوري وبالتالي لحزب الله. وفي أجواء التوتر الطائفي لا بل الحرب المذهبية المحتملة والانقسامات الداخلية اللبنانية، ماذا سيكون الوضع الاجتماعي والأمني على الساحة اللبنانية بمجملها؟
على الجميع التصدي للإستحقاقات الخطيرة بوحدة الموقف التي ستخفف من المخاطر بالرغم من الامكانيات المحدودة لمواجهة ما ستفرضه الحرب موضوعياً على الجميع وفوق طاقة الشعب والدولة.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية