التصوّف والطرق الصوفية في العصر العثماني المتأخر

صدر كتاب جديد بعنوان: “التصوّف والطرق الصوفية في العصر العثماني المتأخر” للدكتور علي أبو شامي عن دار بيسان للنشر.

وجاء في تعريف الكتاب: “إذا كان التصوّف في الإسلام بدأ تعفُّفاً، فزهداً، فتنسُّكاً، فانعزالاً عن الدنيا، فإن ما عرفه العالم الإسلامي في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي من بدايةٍ لظهور الطرق الصوفية حَريٌّ بالتوقف عنده وسبر أغواره. وإذا كان بعض الباحثين قد ربط نموّ هذه الطرق بحدثين مهمين تعرّض لهما العالم الإسلامي، وهما اندلاع الحروب الصليبية، واتجاه الأندلس نحو الضياع، معتبراً ذلك نتيجة طبيعية تحدث في أعقاب الكوارث والنكسات، حيث يتساءل المسلمون عن سرّ هزيمتهم وانحدارهم وما حلّ بهم، فيرى البعض منهم أن السرّ في ذلك هو ابتعادهم عن الله وإقبالهم على المعاصي، وأن الخلاص لا يكون إلا في الرجوع إلى الله والمحافظة على حدوده والابتعاد عما نهى عنه، وهذا التفكير يتفق مع النزعة الصوفية، بينما ذهب بعض الباحثين في تفسير اشتداد التيار التصوّفي في المغرب العربي إلى ارتباطه بروح الجهاد التي فرضتها الأحداث، لقرب المغرب من مركز الهجوم الأوروبي على الأندلس، ما جعل سكانه أكثر إحساساً بالخطر، وتالياً أكثر حماسة في العودة إلى الله. وهذا ما يفسر أن عدداَ من شيوخ الطرق الصوفية الكبرى كانوا من المغرب العربي.

ومهما تعددت التفسيرات والتأويلات فالطرق الصوفية ظهرت وانتشرت في العالم الإسلامي ولا يزال بعضها حتى اليوم، ولا مجال لتجاهلها أو إنكارها أو إسدال الستار عليها، فقد شغلت قسماً كبيراً من الناس نتيجة لاختلاط أصحابها والعاملين فيها بالطبقات الشعبية، إن لم يكونوا مركز الثقل فيها”.

يقع الكتاب في 468 صفحة.