هل نجح نصرالله بنزع فتيل الازمة؟

في إطار لملمة ذيول الهزة الإرتدادية التي أحدثها إعلان الرئيس سعد الحريري  إستقالة حكومته دون سابق إنذار، ومن غيرأن يطلع أحداً على قراره المفاجىء، وما أعقبه من مواقف متباينة، تراوحت بين الرضى والإستهجان لقرار الحريري الإبتعاد عن السراي الكبير في هذه المرحلة، وصفت مصادر وزارية في الحكومة المستقيلة الإطلالة الهادئة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالضرورية والجيدة  لتهدئة النفوس القلقة على مستقبل البلد من تداعيات الهزة التي أحدثتها استقالة الحكومة.

واشارت مصادر وزارية عبر “الأنباء” الى أنها لا تؤيد كل ما ذكره السيد نصرالله في تفسيره لخطوة الحريري المفاجئة، لكنها تقدر تجنبه الرد على الإتهامات النارية التي ساقها الحريري ضد حزب الله وإيران في بيان الإستقالة. وتوقعت أن تكون له إنعكاسات إيجابية قد تساعد على التخفيف من وطأة ما جرى، في ظل المواقف المتباينة التي ظهرت عقب هذه الإستقالة على مدى اليومين الماضيين، ما دفع البعض لإعادة إستحضار مشهدية الخلاف العمودي الذي كان قائماً بين فريقي 8و14 آذار الى سابق عهده من التعبئة والتشنج السياسي الطائفي والمذهبي، لدرجة غصت معها الشاشات المحلية والعربية بصور المحلليين السياسيين، والمنجمين، والمبصرين، وحتى الشتامين، والمادحين، والمفترين، ممن يجري تسويقهم في مثل هذه الحالات، ولا فرق عندهم  بين من يفقهون السياسة بأدب وكياسة، أو يتعاطونها بسفاهة وثعلبة ونجاسة.

فالسيد نصرالله وبالرغم من إقراره عدم معرفة الأسباب التي دفعت الرئيس الحريري الى الإستقالة، ملمحاً الى بعض الفرضيات التي قد تكون الدافع لتلك الإستقالة المفاجئة أو أن هناك دوافع أخرى، محملاً كعادته السعودية مسؤولية ما جرى، داعياً اللبنانيين الى الهدوء وعدم الخوف والقلق مما قد يتأتى عن  هذه الإستقالة من إرتدادات سلبية على لبنان، لا من الداخل لأن الأجواء غير مهيئة لذلك، ولا من الخارج وبالأخص من قبل إسرائيل التي لن تخوض حرباً لا تكون نتيجتها محسومة لصالحها على حد قوله.

فالمصادر الوزارية التي نفت علمها بتوقيت هذه الإستقالة، لم تخف إنزعاج الرئيس الحريري من تصرفات بعض الوزراء داخل الحكومة، ولكن هذه الأسباب برأيها  ليست الدافع الوحيد للإستقالة بل هناك أسباب أخرى غير معروفة لان وراء الأكمة ما وراءها. وبإنتظار عودة الرئيس الحريري من السعودية لتوضيح ما جرى، ستبقى مسألة إستقالة الحكومة بهذا الشكل مادة للتجاذبات السياسية.

ويبقى السؤال هل نجح السيد نصرالله بنزع فتيل الأزمة، أم أن الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات؟

الإجابة على هذا السؤال مرهونة بما تحمله الأيام المقبلة من مفاجآت.

صبحي الدبيسي – الانباء