إستقالة الحريري بين منطق القوة وقوة المنطق

 
سنة مضت على عهد جديد والمسائل الرئيسية لا زالت تراوح مكانها.

سنة من عمر العهد توّجها فخامة الرئيس بمؤتمر صحافي أكد فيه أن سلاح حزب الله مرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي “ولا حولَ ولا قوة الا بالله “.

لعلّ هذا الموقف هو “الإنجاز”  الوحيد للعهد الجديد اذا ما استثنينا “باصات الدواعش المكيفة”  “والبواخر التركية المكهربة” ونبش مقابر الجبل من سوق الغرب والعبث بالسياسة الخارجية  وعدم قبول اعتماد سفراء، خاصة لدى الفاتيكان إلى استبدال الشعار الذي أتى بعون رئيساً؛ “أوعا خيّك” بـ “أوع حالك”.

إنه إرتداد حقيقي ومعلن على كل من ساهم وسهّل مجيء ميشال عون رئيساً من خصوم الأمس، حلفاء اليوم.

إنه تجديد وتأكيد على سياسة ميشال عون كرئيس للتيار الوطني الحر وتجاهل لحيادية رئاسة الجمهورية.

إنه خروج عن اتفاق معراب وضربة موجعة للقوات اللبنانية كادت أن تؤدي إلى استقالة وزرائها، إنه طعنة في الصدر (ليس في الظهر) لسعد الحريري بعد استنزافه بسلسلة تنازلات لم يعد قادرا على تحمُّلها.

إنه منطق القوة الذي طغى على السياسة، فأين مصلحة المسيحيين واستعادة الحقوق المسلوبة بعد ضرب التفاهمات؟

أين مصلحة اللبنانيين والضغوط الاميركية تتواصل وتتعاظم على المصارف والحركة المالية والإقتصادية؟

أين مصلحة اللبنانيين  واستعادة النمو الاقتصادي أصبح حلماً، ووقف التضخم صعب المنال ودفع العجلة الإقتصادية من سابع المستحيلات وتزايد الدين العام حقيقة تهدد مستقبل الأجيال.

عندما حسمت السعودية أمرها أسرعَتْ إلى دعم التفاهم المسيحي واتفاق معراب داعمة انتخاب العماد عون رئيساً ممهدة الطريق للحريري لعقد تفاهمات معه  تُخرج لبنان من أزمته وتُعيد رسم سياسته  الداخلية والخارجية على قاعدة عمقه العربي وتحييده عن الصراع السوري.

انتهت فترة السماح السعودية ولم يستخدم فخامة الرئيس ثقله المعنوي لدى حلفائه مما أدى إلى تراكمات سلبية عديدة أدت إلى ضرب التسوية القائمة ورفع الغطاء عن العهد عبر استقالة رئيس الحكومة.

فهل لا زال “عون الرئيس ”  بحاجة لدعم سعودي وعربي كما كان  عليه  “عون الجنرال”؟

إنها بداية مرحلة جديدة وإعادة خلط للأوراق قد تؤدي إلى تفاهم جديد إذا انتصرت قوة المنطق أو إلى مواجهة خطيرة إذا انتصر منطق القوة.

د . مروان أبي قائدبيه