جولة “الانباء” الإخبارية المسائية: أبرز المواقف والتطورات ومقدمات نشرات الأخبار

 

في جولتها المسائية ليوم السبت 4 تشرين الثاني 2017 رصدت جريدة “الأنباء” أبرز المواقف السياسية والتطورات واهمها التالي:

 

استقالة الحريري

اعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة، واتهم في بيان الاستقالة إيرانبأنها لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، واضاف، خلال العقود الماضية، استطاع حزب الله فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة، وهو الموجه إلى صدور إخواننا السوريين واليمنيين، فضلا عن اللبنانيين.

وقال لقد عاهدتكم عندما قبلت بتحمل المسؤولية أن أسعى لوحدة اللبنانيين وإنهاء الانقسام السياسي واستعادة سيادته، وترسيخ مبدأ النأي بالنفس، ولقد لقيت في سبيل ذلك أذى كثيرا، وترفعت عن الرد تغليبا لمصلحة لبنان والشعب اللبناني، وللأسف لم يزد هذا إيران وأتباعها إلا توغلا في شؤوننا الداخلية، والتجاوز على سلطة الدولة، وفرض الأمر الواقع.

ورأى إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وقد لمست ما يحاك في الخفاء لاستهداف حياتي.

وختم بيانه بالقول: أعدكم بجولة وجولات مليئة بالتفاؤل والأمل بأن يكون لبنان أقوى مستقلا حرا، لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم، يحكمه القانون ويحميه جيش واحد وسلاح واحد.

 

الرئيس عون

صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الاتي: “تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري الموجود خارج لبنان واعلمه باستقالة حكومته.

وعلم ان الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري الى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبنى على الشيء مقتضاه”.

 

جنبلاط

كتب رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “بصراحة لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الإقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة. كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران”.

أضاف: “ومهما كانت الصعوبات فإن التضحية من أجل الحدّ الأدنى من الوفاق والحوار يجب ان تكون الأساس من أجل لبنان. أما حياة المرء فمرهونة بالأقدار”.

تابع جنبلاط: ألم تسمعوا بالآية الكريمة “ويدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة”. واجب الخدمة العامة فوق كل اعتبار وما من يد سحرية لتنقذنا. نحن القضية”.

وعلى هذا نتابع المسيرة مدركين صعوبتها وتعقيداتها لكن نقول للقاصي والداني نحن أصحاب البيت والقضية، نتوكل على الله ونتابع واجب خدمة البلد”.

 

عون

رئيس الجمهورية ميشال عون الذي ارجأ زيارته الى الكويت غدا، اتصل برئيس مجلس النواب ورؤساء الاحزاب المشاركة في الحكومة والبطريرك الراعي ومفتي الجمهورية والمفتي الجعفري الممتاز.

وركز في اتصالاته على اهمية المحافظة على اجواء الاستقرار الامني والسياسي وحماية الانجازات التي تحققت منذ سنة حتى الآن.

وأعطى الرئيس عون توجيهاته إلى قادة الاجهزة الامنية والعسكرية لاتخاذ الاجراءات اللازمة حفاظاً على الامن والاستقرار

كما اتصل بوزير المال وحاكم مصرف لبنان وعرض معهما الوضع المالي والمصرفي في البلاد، مشدداً على ضرورة المحافظة على الاستقرار المالي.

 

بري

اجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في شرم الشيخ سلسلة اتصالات مع شخصيات سياسية وروحية لبحث التطورات بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.

وتواصل بري مع كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ووزير الداخلية نهاد المشنوق.

 

نصرالله

اعلنت قناة المنار ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سيتحدث عند السادسة مساء الأحد عن استقالة الحريري والتطورات.

 

السعودية

وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج علق على استقالة الحريري وكتب على تويتر: ايدي الغدر والعدوان يجب ان تبتر.

وفي تصريح لاحق قال السبهان: “لم نستخدم أساليب قذرة ضد الرئيس سعد الحريري للاستقالة كما تستعملها ايران”. واكد ان “عودة الحريري إلى لبنان تعود له والسعودية حريصة على سلامته”.

 

ايران

رفضت وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات التي وجهها الرئيس الحريري في خطاب استقالته ، معتبرة أن استقالته “سيناريو جديد يهدف إلى إثارة التوتر” في لبنان والمنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن الاتهامات التي أطلقها الحريري ضد إيران “لا أساس لها من الصحة وهي تكرار للاتهامات التي يطلقها الصهاينة والسعوديون والأمريكيون”. وأضاف أن “الاستقالة المفاجئة للحريري وإعلانها في بلد آخر لا تبعث على الأسف والاستغراب فحسب، بل هي دليل على أن الحريري يلعب في الساحة التي أعدها أعداء المنطقة.

 

فرنسا

دعت وزارة الخارجية الفرنسية جميع الاطراف اللبنانية إلى التحلي بالمسؤولية بعد استقالة الحريري، واكدت انه يجب ألا ينزلق لبنان إلى دوامة العنف.

 

رسالة لجنبلاط من دروز حلب

إستقبل تيمور جنبلاط في قصر المختارة السبت وفداً يمثل دروز جبل السمّاق في حلب، سلمه رسالة شكر وتقدير لرئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، لمساعيه وجهوده من أجل الإفراج عن المختطفين من المنطقة.

وهذا نصّ الرسالة: “لم تفعل معروفاً لشكر، ولا صنعت جميلا لتُذكر، ستذكرك الأجيال صانعاً للمجد، صانعاً للتاريخ، ناسجاً للمصالحات، سفينة لخلاص الوطن، قائدا حكيماً وبطلا عظيما في زمن الحرب وعملاقاً شامخاً في عهد السلام، سيبقى دار المختارة محجة للأوفياء، وملاذا للضعفاء”.

وأضافت الرسالة: “إننا وبالنيابة عن أهلنا الاكارم في جبل السمّاق الذين ورثوا تقاليد الموّحدين، الذين ورغم صعوبة الأيام آثروا الصمود، إيمانا منهم بواجب مقدّس، ألا وهو الدفاع عن الارض والعرض والكرامة. نتقدم بالشكر والتقدير والإمتنان باطلاق سراح المخطوفين الأبرياء، وتكليف ذوي الخبرة والكفاءة والاخلاص، وفي مقدمتهم اللواء عباس إبراهيم”.

وختمت الرسالة بالقول:

“نهنئكم ونهنئ أنفسنا بالصمود والانتصار الممّيز يوم أمس لأهلنا أبطال حضر والاستشهاد في سبيل العزة والكرامة والتيقظ والإنتباه، لإحباط مؤامرات العدو الغاصب، وهذا مما يثبت يوماً بعد يوم أن مسؤوليتك الوطنية يا وليد بك تعدّت مساحة هذا الوطن اطال الله بعمرك وحماك من كل مكروه، وادام عز هذا البيت العريق في ظلّك، والعمر المديد لتيمور بك مكملا لرسالتك الوطنية والسياسة والانسانية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

 

استقبالات

التقى تيمور جنبلاط ضمن استقبالاته الاسبوعية في المختارة السبت عددا من الوفود الشعبية عرضت له قضاياها وشؤونها، الى جانب احتياجاتها الاجتماعية والانمائية والحياتية والخدماتية العامة، بحضور النواب، اكرم شهيب، نعمة طعمة، وائل ابو فاعور، واصلان جنبلاط.

فاستقبل على التوالي، وفود من عائلة عطالله – عين دارة ومن بلدات جباع الشوف وغريفة وشحيم والناعمة وحاصبيا

ومن زوّار المختارة، وفد من العاملين في البرامج والمشاريع في وزارة الشؤون الاجتماعية من مختلف مراكز المناطق، طلب من تيمور جنبلاط التدخل للحفاظ على الموظفين، ووفد من عائلة ذبيان في مزرعة الشوف، تحدث باسمه فخري ذبيان، ورئيس مجلس ادارة مدارس الليسه ناسيونال هيثم فؤاد ذبيان، الذي شدد على “الوقوف الى جانب تيمور جنبلاط في كل المحطات والمواقف والاستحقاقات

الفريديس الشوف وبيصور والفرديس – حاصبيا وكترمايا واغميد، وابناء المرحوم الشيخ رؤوف ضو في بشتفين، والخلوات الكفير رافق الدكتور نعيم احمد عمّار الذي سلمه اطروحة الدكتوراه في التربية – تعليم اللغة العربية.

وتلقى تيمور جنبلاط سلسلة مراجعات من مجالس بلدية واختيارية حول قضايا خدماتية تهم القرى والبلدات لجهة تطويرها وتعزيزها، ومن اندية وجمعيات وهيئات مختلفة ومواطنين.

 

التقدمي – أمل

زار عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور ياسر ملاعب مع وكيل داخلية الغرب بلال جابر ووفد من اعضاء الوكالة والمعتمدين ومدراء الفروع، منزل مسؤول حركة أمل – اقليم جبل لبنان عماد غملوش في بلدة كيفون، بحضور عدد من كوادر الحركة.

وعرض المجتمعون آخر التطورات العامة، مثمنين الدور الوطني لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي “كان ولا يزال صمّام أمان في الحفاظ على الدولة وحماية لبنان وانقاذه من الفتن والشرور التي تهدد أمنه وإستقراره وسلمه الأهل.

وشددوا على أن توجيهات كل من الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط واضحة لناحية الإنفتاح وصون العيش المشترك وإبقاء المصالحة الوطنية في الجبل فوق كل التجاذبات السياسية”.

كما إستعرض المجتمعون تاريخ العلاقة الراسخة بين الحزب التقدمي الإشتراكي وحركة أمل، في أهم المحطات والمراحل، وهو “تاريخ مشترك معمّد بدماء الشهداء وبالتضحيات والنضالات المشرّفة التي دافعت عن حرية وسيادة وعروبة لبنان وحماية صيغته في الشراكة الوطنية والتعدد والتنوع”.

وأكد المجتمعون على ضرورة متابعة التنسيق والتواصل الدائم بين الحركة والحزب في كافة الشؤون، لما فيه ترسيخ الشراكة الوطنية والعيش المشترك، ووضع مصلحة أبناء منطقة الغرب وإنمائها على كافة المستويات فوق كل الإعتبارات”.

 

مقدمات نشرات الاخبار

news-1 (1)

ال بي سي

مَن قال إن السياسة أقوى من المفاجآت؟ ما حصل اليوم يؤكِّد العكس… المفاجآت أقوى من السياسة.

بالتدرُّج، ماذا حصل؟

أمس يصدر الخبر التالي: غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم بيروت متوجها إلى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل… بعد السعودية كان مقررًا ان يتوجه مساء اليوم الى مصر للقاء الرئيس السيسي.

رئيس مجلس النواب نبيه بري في شرم الشيخ منذ صباح اليوم لحضور مؤتمر شبابي وللقاء السيسي أيضًا.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يستعد للتوجه إلى الكويت صباح غد في زيارة رسمية، لكن بيانًا رسميًا صدر عن قصر بعبدا هذا المساء أعلن إرجاء الزيارة.

ينتصف النهار اليوم…

تمرر قناة العربية في شريطها الإخباري، الخبر التالي: “مصادر العربية “انباء عن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري”… كانت هذه الصاعقة الاولى.

ألحقتها بعد دقائق بصاعقة ثانية تقول: الحريري يعلن استقالته من رئاسة الحكومة…

لتأتي الصاعقة الثالثة ثابتة وقاضية  يُطل الرئيس الحريري على شاشة العربية ليتلوَ بيانًا مسجّلًا يعلن فيه استقالته، وتضمّن البيان هجومًا عنيفًا على إيران وحزب الله وكلامًا عن مرحلة أمنية حيث قال: “إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري… البلد في حال ذهول: ماذا جرى؟ كيف انقلبت الاوضاع رأسًا على عقب…

صمتٌ مطبق… الجميع كأن على رؤوسهم الطير، لكن أُعلِن هذا المساء ان السيد نصرالله سيتحدث مساء غد تعليقًا على هذه الاستقالة… توجَّهت الأنظار الى قصر بعبدا لمعرفة الموقف، فكان الجواب في بيان مقتضب جاء فيه: الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري الى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة، ليُبنى على الشيئ مقتضاه…

لكن أي عودة ستتم فيما بيان الرئيس الحريري يتحدث عن أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال رفيق الحريري .. أي كأنه يقول: كيف أعود وأنا معرّض للاغتيال؟ واستطرادًا: كيف سيبني الرئيس عون على الشيئ مقتضاه إذا لم يعد الرئيس الحريري؟ هل بإمكانه أن يعتبر أن الاستقالة كأنها لم تكن؟

من الصعوبة بمكان الركون الى هذا الاعتبار، فالمادة 69 من الدستور تقول: تُعتبر الحكومة مستقيلة إذا استقال رئيسها…

إذًا، دستوريًا، إستقالت الحكومة وقَضي الأمر، فماذا بعد؟ هل سيدعو الرئيس الى استشارات نيابية ملزِمة؟

في السابق كانت هناك ” كلمة سر ” او ” وحي ” يهبط لتحديد الاسم الذي يُسمّى في الاستشارات…

اليوم الأمر مختلف: فمَن يقبل أن يُسمَّى في هذا الجو؟

وإذا قلنا الأمور كما هي: اي شخصية سنية قادرة اليوم على ان تُسمّى في ظل هذا الجو غير الطبيعي وغير الاعتيادي، وفي ظل استقالة غير اعتيادية تمت من خارج لبنان للمرة الاولى في تاريخه، فحتى قبل الطائف لم تُقدَّم استقالة خارج لبنان، وبعد الطائف اعتذر الرئيس رفيق الحريري مرتين عن عدم تشكيل الحكومة، لكن من لبنان وليس من الخارج، حتى ان الرئيس رفيق الحريري حين استقال واعتذر عن عدم تشكيل الحكومة، قال في بيانه الشهير: “استودع الله لبنان” لكنه بقي في بيروت الى حين اغتياله…

اليوم قدَّم الرئيس سعد الحريري استقالته من السعودية، فإذا عاد إلى بيروت يكون نسف مضمون بيانه عن الاجواء التي سبقت اغتيال والده، وإذا لم يعد يكون البلد قد دخل في مرحلة جديدة، فما هو عنوان هذه المرحلة؟ وهل ستمر على خير؟ ام أن هناك شيئًا ما قد يحصل بين الاستقالة وبين الحكومة الجديدة؟ من الصعب جدًا التكهن خصوصًا ان المفاجآت مفتوحة على كل الاحتمالات، تمامًا كما حصل اليوم…

لكن ما هو مؤكَّد ان البلد دخل في مرحلة تصريف أعمال، فهل سيُقدِّر الوزراء دقة الوضع؟ ام ان تصريف الاعمال من دون ضوابط سيجعلهم يتمادون في ممارساتهم، تمامًا كما ممارسات وزير الزراعة بالنسبة إلى تراخيص الاستيراد التي يعطيها، أو ممارسات وزير الاتصالات؟ فهل من تعميم يصدر لئلا تقع كارثة تصريف الأعمال وتمادي الوزراء في هذا المجال على قاعدة ” يا رايح كَتِّر التواقيع”؟

استقالة الحريري اليوم، في اي خانة يمكن وضعها، في السنة الاولى من عهد الرئيس عون؟ فإذا كان عنوان السنة الاولى: التسوية بين الرابية وبيت الوسط، فما هو عنوان السنة الثانية في ظل سقوط أحد طرفَي التسوية؟

لا جواب حتى الآن لأن المفاجآت اليوم اقوى من السياسة.

والقدَر أقوى من السياسة: في حكومته الاولى، دخل للقاء الرئيس أوبامًا رئيسًا للحكومة، وخرج رئيسًا سابقًا…

امس توجه الى المملكة رئيسًا للحكومة فأطلَّ منها اليوم رئيسًا سابقًا.

ووفق معلومات خاصة بل أل بي سي أي فإن الرئيس الحريري هو بألف خير وليس كما تردد تحت الاقامة الجبرية ولم يُجبَر على الكلام كما قيل.

 

المنار

في الشكلِ قبلَ المضمون، ايُ مستقبلٍ للبنانَ يريدُه السُعوديون؟

فمِن مكانٍ ما على الاراضي السعوديةِ استقالَ او اقيلَ رئيسُ الحكومةِ اللبنانية، وما غرَّدَه السبهان كُتِبَ للحريري فاَذاعَه في بيان..

سابقةٌ عُرفت باستقالة، اصابت كلَ الدساتيرِ اللبنانيةِ والاعراف، واهانت لبنانَ حكومةً وشعباً ومؤسسات.

ومن كلامِ الحريري المبحوحِ المناقضِ لكلامِ الامسِ الرنّانِ عن التمسكِ السعودي بالاستقرارِ السياسي والامني في لبنان، استخلصَ اللبنانيون السؤال:

هل استقالَ الحريري ام اُقيل؟ ومعَ مَن نسَّقَ استقالةً لم يَعرِف بها حتى مستشاروه؟ هل هكذا تَحمي السعوديةُ لبنان؟ وهل باطاحتِها كلَّ الاعرافِ والاصولِ الدبلوماسية، وفرضِها على اتباعِها وصايةً علنية، تظنُّ انها قادرةٌ على الامساكِ بالورقةِ اللبنانية؟

واِن كانت ازمتُهم السياسيةُ تفرضُ اللعبَ بالورقةِ الحكومية، فهل من الحكمةِ اللعبُ بالورقةِ الامنيةِ لغاياتٍ تحريضية؟ فحتى حديثُ الاعلامِ السعودي عن محاولةِ اغتيالِ الحريري قبلَ ايام، نفتهُ المديريةُ العامةُ لقوى الامنِ الداخلي ، متبرئةً من تلك الاشاعاتِ التي لا اساسَ لها من الصحةِ ولا علاقةَ لها بفرعِ المعلومات..

فأيُ المعلوماتِ التي وَتَّرَت السعوديَ حتى وصلَ الى هذا المستوى من الانفعال..

هل هو الاعلانُ المنتظرُ عن طردِ الحشدِ الشعبي والجيشِ العراقي لداعش من كاملِ العراق؟ ام استعادةِ الجيشِ السوري وحلفائِه جُلَّ اراضيهِ وبلوغِهم حدودَ البوكمال؟ ام انها الهتافاتُ اليمنيةُ التي يترددُ صداها في نجران، معيدةً على مسمعِ السعوديينَ ضياعَ الملياراتِ التي اُعطيت لترامب من دونِ قدرةِ الرياضِ على استثمارِها لا في الامنِ ولا في السياسةِ ولا في الاقتصاد؟

وهل من علاقةٍ للخيبةِ السعوديةِ بالتصريحاتِ الاسرائيليةِ التي اَعلنت عدمَ قدرتِها على تغييرِ المعادلاتِ على الاراضي السورية، وتراجعَها عن كلِّ تهديدٍ بالحربِ ضدَ المقاومةِ اللبنانية؟ وارسالِ رسائلِ التهدئةِ للمقاومةِ الفلسطينية..

وآخرُ السؤال : اينَ الحريري ؟ والى اينَ يدفعُ السُعوديُ بلبنان؟

 

الجديد

دولةُ الرئيس سعد بن الحريري  “أُستُقيل” من رئاسةِ الحكومةِ في قرارٍ فاجأه شخصياً قبلَ أن يفاجِىءَ لبنانَه وفي بيانٍ مكتوبٍ بصياغةِ مَن يَحزِمون ويَعصِفونَ تقرّرَ للحريري أن يكونَ خارجَ الحُكم وهو الذي كان في ساعاتِه الأخيرةِ يَمتلىءُ نِعمةً سياسية ويعلنُ لعددٍ منَ الوزراء والأصدقاء أنه يخطّطُ لمشاريعَ حيويةٍ في البلاد  وبساعةِ تَخلٍّ عنِ السلطة لم يعرفِ الحريري بدنُّوِّها قرأ رئيسُ الحكومة البيانَ الذي حُرّر .. وسجّلَ سابقةً في الاستقالةِ عن بُعد وهذهِ السابقةُ إنما كان لها نظيرٌ واحدٌ على أرضِ المملكةِ العربيةِ السُّعوديةِ عندما تقرّرَ للأمير محمّد بن نايف أن تُقبَّلَ أياديه وجبيُنه قبل أن يُمنحَ قرارَ نهايةِ الخدمة

واليوم فإنّ الحريري أُريدَ له أن يتّخذَ  قرارَ تحييدِه عن المشهدِ اللبنانيّ وعَبرَ الإعلامِ السُّعوديّ لا اللبنانيّ . واذا كانت الاستقالةُ قد صَدمتِ الرأيَ العامّ فإنّ قناةَ الجديد كانت أولَ مَن توقّعَ حدوثَها في نشرتِها الاخباريةِ قبلَ أيام  عندما أكّدت أنَّ الحريري سيَكونُ أمامَ خِيارين : إما تدميرِ قوةِ حِزبِ الله وإما الاستقالة وقد كانتِ الثانيةُ أسهلَ مِن الأولى فاختارَ أهونَ الشّرين فماذا بعد ! . الاستقالةُ لن يَستطيعَ رئيسُ الجُمهورية قَبولَها عَبرَ البريدِ التلفزيونيّ تلاها تبليغٌ هاتفيٌّ من الحريري  وفي بيانٍ صدرَ عن مكتبِ الرئاسة قال بالمُختَصرِ ننتظرُ العودةَ ليُبنى على الشيءِ مُقتضاه والرئيسُ المصروفُ مِن الحكومة سيكونُ عليهِ التوجّهُ ولو عُرفاً إلى بيروتَ لتقديمِها شخصيا .. وتجاوزُ تلك الشائعاتِ التي دَبّرت على عجَلٍ مُخطّطاً للاغتيال لأنّ شُعبةَ المعلومات نفسَها التي تـُعَدُّ الذراعَ الأمنيةَ للحريري لم تكن تعلمُ بتلك المعلومات ما كان في الجوِّ أجواءً توحي بارتكابِ الحريري فعلَ الاستقالة، فسيرتُه السياسيةُ لأيامٍ خلَت طفَحت بالتفاؤلِ والمحافظةِ على الاستقرارِ حتى إنه نَقل غَيرةَ المملكةِ على هذا الاستقرارِ مُفتتحاً بها جلسةَ مجلسِ الوزراءِ الأخيرة  وسيرتُه السياسيةُ أيضاً مُذ تولى رئاسةَ الحكومةِ ارتقت إلى أعلى مُستوىً في التنسيقِ والتوازنِ ومَدِّ خطوطِ التواصلِ معَ جميعِ الأطراف وذهبَ في ممارسةِ دورِه الوطنيِّ إلى حدِّ توقيعِ مرسومِ تعيينِ سفيرٍ للبنانَ لدى سوريا تلتها مصافحةُ مستشارِ المرشد الأعلى للجُمهوريةِ الإسلامية علي أكبر ولايتي  وربما شكّل السلامُ وما تلاهُ مِن كلامِ القشةِ التي جعلت قيامةَ المملكةِ تقوم وعليه فإنّ إقدامَ الرياض على كفِّ يدِ الحريري إنما يشكّلُ ضربةً للدورِ السُّنيِّ المعتدلِ الذي لعِبَه رئيسُ الحكومة المقالُ الذي شكّل مِظلةَ أمانٍ للبنانَ في ظِلِّ ما تعيشُه المِنطقة المؤكّدُ أنّ البيانُ صيغَ بحبرٍ سُعوديّ وليس بعقلٍ استشاريٍّ مِن دائرةِ الحريري الضيقةخصوصاً أنّ أحداً مِن مستشاريهِ لم يرافقْه بل ذَهَبَ وحيداً إلى مملكةِ مواجهةِ المصير فنادر الحريري في بيروت وعقاب صقر خارج لبنان والسعودية

أول برقيات الاستقالة الجبرية وجهت إلى العهد  وأول مفاعيلها الداخلية كانت بتأجيل رئيس الجمهورية زيارته التي كانت مقررة غداً إلى الكويتوهو فتح خطاً ساخناً مع كل مكونات الحكومة ومع بكركي ودار الفتوى  للتشاور والتأكيد على ضرورة المحافضة على الاستقرار وأوعز إلى الأجهزة الأمنية بحفظ الأمن

أما مفاعيلها الخارجية  فمتروكة لكلام أمين عام حزب الله السيد نصرالله غداً والغد لناظره قريب.

 

او تي في

هي خطوة مفاجئة حتى لأوساط سعد الحريري. فهكذا من دون سابق انذار، اقدم على خطوته تلفزيونياً من السعودية. واللافت، ان جدول مواعيدِه ليوم الاثنين كان يشمل لقاءات في السرايا الحكومية تحديداً… وهو ما يؤكد كون الخطوة مباغِتة حتى له… وهو الذي أطلّ قبل يومين مرتاحاً بدعابة هلا بالخميس، ليتحوّل السبت الى مستقيل.

بُعيد رسالة الاستقالة، اتصل الحريري برئيس الجمهورية الذي اجرى اتصالات بمختلف المسؤولين في الدولة لضمان استمرار عمل المَرافق وحفظ الاستقرار، وهو ينتظر معلومات اضافية لتحديد خطواته اللاحقة. وقد اتصل الرئيس عون بأركان الائتلاف الحكومي جميعاً للتشاور والتأكيد على الاستقرار والهدوء.

وتعليقا عما تردد عن احباط فرع المعلومات محاولة لاغتيال الحريري، اوضحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بيان أن ما يتمُ تداولُه غيرُ صادر عنها وأنها ليست مصدر هذه الأنباء وليس لديها أي معطيات حول ذلك.

(رصد الانباء)