“الآستانه 7”: وثائق للمعارضة عن مجازر النظام والحرس الثوري

انطلقت في العاصمة الكازاخية اجتماعات مؤتمر «الآستانه 7» بلقاءات ثنائية وثلاثية بين وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران. وقدمت المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر لوفد الأمم المتحدة وثائق عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري والحرس الثوري الايراني ضد المدنيين، فيما أعلنت موسكو أنها قد تحتضن «حواراً وطنياً» بين السوريين حول القضايا العالقة ولا سيما العمل على وضع دستور جديد للبلاد.

والوثائق التي قدمتها المعارضة وحصلت عليها وكالة «الأناضول»، حملت إحداها عنوان «التغيير الديموغرافي والتهجير القسري بسبب الإرهاب»، وتتضمن أساليب وأدوات استخدمها نظام الأسد لتنفيذ التغيير الديموغرافي.

وأظهرت الوثيقة «كيف صنع نظام الأسد، تنظيم الدولة

(داعش) ليخيف الغرب من الإسلام تحت مسمى الإرهاب، من خلال عرض وثائق سرية.. ودور المخابرات السورية في تأسيسها بدعم إيراني، إضافة إلى تحالف النظام مع الميليشيات الكردية الانفصالية، ونكبة المدنيين على يديها في الرقة»، بحسب الوثيقة.

واتهمت وثيقة ثانية النظام بارتكاب «جريمة مجزرة مدينة القريتين»، وذلك «بالتنسيق بين النظام، وتنظيم الدولة في 1 تشرين الأول، حيث أعلن التنظيم السيطرة على المدينة (تقع بريف حمص، وسط) التي فيها قوة عسكرية أمنية تابعة لنظام الأسد».

وأضافت الوثيقة أن «شهادات ميدانية زودت المعارضة، أن تلك المسرحية هي من إعداد وإخراج النظام والتنظيم، أدت إلى مقتل 82 مدنيا من سكان مدينة القريتين».

أما الوثيقة الثالثة فتناولت إضراب معتقلين في سجن حمص المركزي اخيرا، واستعرضت «محاولات مدير السجن العميد بلال سليمان المحمود، لتضليل وفد الصليب الأحمر الذي أتى للاطلاع على أوضاع المعتقلين، وتقديمه عناصر من السجن على أنهم مساجين».

وأضافت أن هذا الأمر «استنكره المعتقلون وأعلنوا إضرابهم، ليرد عليهم مدير السجن بالتصعيد ومحاولات اقتحام زنازينهم بالقوة، وهو ما دفع مؤسسات مدنية لدعوة المؤسسات الإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها بحق 550 معتقلا مدنيا»، وارفقت الوثيقة بـ«فيديوات للمعتقلين من داخل السجن».

أما الوثيقة الرابعة فكانت بعنوان «الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية في سوريا، ومجازرهم بحق الشعب السوري»، متناولة فيه ما وصفته «التدخل الإيراني في سوريا».

وتضمنت جميع الوثائق تسجيلات وشهادات وروابط تؤكد صحة ما ذهبت إليه.

وعقب لقاء وفد الأمم المتحدة الذي غاب عنه المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، التقى وفد المعارضة الوفد الأردني.

ففي العاصمة الكازاخية بدأت اجتماعات مؤتمر «الآستانه 7» في فندق «ريتز كارلتون»، بلقاءين منفصلين للوفد التركي مع الوفدين الروسي والإيراني، قبل أن يعقد اجتماع ثلاثي بين الوفود.

وأكد المتحدث باسم الوفد العسكري المعارض الرائد ياسر عبد الرحيم أن ملف المعتقلين من أهم الملفات التي سيطرحها الوفد خلال المباحثات.

وقال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في مؤتمر صحافي على هامش الاجتماعات إن «موسكو ترى ضرورة إجراء حوار وطني بين السوريين ويتم البحث حاليا في خيارات مطروحة لمكان انعقاده. ويمكن أن يتم ذلك في مطار حميميم (قاعدة عسكرية روسية في سوريا) أو في روسيا»، لكن من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل حول القضايا التي سيبحثها الحوار أو الجهات التي ستشارك فيه.

ولفت إلى أن دي ميستورا، أيد فكرة عقد مؤتمر الحوار الوطني.

وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت أنها لا تنظر بإيجابية وحماس إلى فكرة عقد مؤتمر حوار وطني، بحسب تصريحات سابقة.

أما في ما يخص منطقة خفض التوتر في إدلب شمال غربي سوريا، فذكر المبعوث الروسي أن «عملية التوافق حول نشر مراقبين إيرانيين وأتراك بمناطق خفض التصعيد في سوريا مستمرة».

وأشار لافرنتييف إلى أن المراقبين الروس شرعوا في العمل في إدلب منذ نحو شهر ونصف، ولكن تم سحبهم بعد تعرضهم للهجوم وتجري حاليا عملية إعادتهم لمنطقة عملهم.

وكانت «وكالة الإعلام الروسية» نقلت عن مصدر مطلع قوله إن مؤتمرا تدعمه موسكو للسوريين من مختلف الطوائف قد يعقد في روسيا منتصف الشهر المقبل على أقرب تقدير ويبدأ العمل على وضع دستور جديد لسوريا.

وأضافت الوكالة أن المؤتمر الذي طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرته للمرة الأولى خلال منتدى هذا الشهر، قد يعقد منتصف تشرين الثاني المقبل في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد في البرلمان الروسي فيكتور بونداريف قوله إن بلاده تتوقع القضاء على جميع الإرهابيين «في سوريا بحلول نهاية العام». أضاف: »سنبقي في سوريا على القوات اللازمة لتفادي أي تكرار محتمل لهذا الإرهاب».

الى ذلك، اعلن الكرملين أمس ان بوتين سيتوجه الاربعاء الى ايران لاجراء محادثات مع نظيريه الايراني حسن روحاني والاذربيجاني الهام علييف.

وقال الكرملين في بيان ان القادة الثلاثة سيلتقون معا، موضحا ان بوتين ينوي اجراء محادثات ثنائية ايضا مع نظيريه على هامش هذه القمة الثلاثية.

وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الأزمة السورية.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية في بيان نشر على موقعها الرسمي إلى أن لافروف ناقش بالهاتف مع جاويش أوغلو التسوية السورية.

(الاناضول، روسيا اليوم، أ ف ب، رويترز)